سيظل قلبي ثابتا لا يفزع
مهما طبول الحرب قامت تقرع
سأظل نسرا في الفضاء محلقا
لن تلقني يوما بجحر أقبع
وستلقني ليثا هصورا كاسرا
ملكا على عرش الشرى يتربع
ما كنت للغرب اللعين بخاضع
ما كان مثلي من يذل ويخضع
مازال شريان العروبة في دمي
يجري كدجلة حينما يتفرع
مازال نيلا إذ يضج بخافقي
والصخر مني عنوة يتصدع
مازال من نسل الفوارس باسل
بين الفطاحل ثابتا يتموقع
مازال يطمح أن يعود بمجدهم
وعن السفاسف دائما يترفع
مازال في بغداد فرسان وفي
شام وفي يمن خيول تسرع
إما دعت في القدس فاجعة أتوا
عدوا وشهرا كاملا لم يهجعوا
من أرض قرطاج الحضارة يمموا
للنيل في أرض الثبات تجمعوا
مازال في أرض الجزائر زمرة
تضليلهم عن مقصد لا ينفع
مازال فيهم نخوة و شهامة
أسماعهم عذالهم لا تسمع
ورثوا الثبات عن الأمازيغ الألي
بالعزم كل الشر عنهم يدفع
ستراهمو فقدوا الشهامة إن رأت
عيناك نارا ذات يوم تشبع
لو مات فرسان سيولد غيرهم
أرض العروبة للفوارس مصنع
يا ليت يتحدون في ساح الوغى
والنصر في تلك المآقي يلمع
فالقدس تلك عقيدة لن ننثني
حتى نرى الأعلام فيها ترفع
محرز بن زايد
تونس
أَرِقْتُ ومَنْ أهواهُ غافٍ وهاجِعُ
أصارِعُ ويلاتِ الْجَوى' وأُقارِعُ
كَلِفْتُ بريمٍ ناعسِ الطَّرْفِ لَحْظُهُ
شديدٌ تَجَنِّيهِ لذي اللُّبِّ صارِعُ
سريعٌ إلى قتلي بدونِ بَراقِعٍ
وأسرعُ منهُ إنْ عليهِ الْبَراقِعُ
يُزلزلُ أضْلاعي ويَنْسِفُ مُهْجَتي
كما تَنْسِفُ الشَّعبَ (اليماني)المدافِعُ
ويُذْهِبُ عقلي منهُ صوتٌ إذا شدا
رخيمٌ رقيقٌ رائعُ اللَّحْنِ ماتِعُ
ووجهٌ لهُ كالبدْرِ ليلَ اكتمالِهِ
وكالشمسِ وَهَّاجٌ مُحَيَّاهُ ساطِعُ
مليكٌ على عرشِ الجمالِ قد استوى
لهُ الحسنُ منصاعٌ سميعٌ وطائعٌ
ألا ليْتَهُ للرِّقِّ رَقَّ وليتَهُ
يُزَيِّنُ ذاك الْحُسْنَ منهُ التَّواضُعُ
أيا مَنْ مضى في القلبِ يُمْضي سلاحِهُ
أنا أَعْزَلٌ; باللَّهِ كيفَ أُدافِعُ??
ُ
فيا قلبُ صبراً واحْتَمِلْ لَوْعَةَ الجوى
وكَفْكِفْ دموعَ العينِ ما الدمعُ نافِعُ
وما في الهوى إنْ تشْتَكِ الضَّيمَ سامعٌ
وليسَ بِعَدْلٍ فيهِ تقضي الشرائعُ
فذاكَ الذي تشكوهُ قَيْلٌ على الهوى
وللحبِّ سلطانٌ وشَرْعٌ وشارِعُ
أبو صخر السفياني/اليمن
