الحلقة 3 : حرفُ الوصْلِ
حرفُ الوصْلِ حرفُ مدٍّ أو هاءٌ أو كافٌ يأتي بعدَ الرَّويِّ المطلقِ المتحرِّك .
يقولُ أحمد شوقي :
سَلُوا قلبي غداةَ سلا و تابا
لعلَّ على الجمالِ لهُ عتابا
حرفُ الوصْلِ هنا الألفُ الَّتي بعدَ الباءِ في كلمةِ " عتابا " .
و كذلكَ في قولِ أبي ذؤيبٍ الهذليِّ :
و النَّفسُ راغبةٌ إذا رغَّبْتَها
و إذا تُرَدُّ إلى قليلٍ تقْنعُ
فإنَّ حرفَ الوصْلِ الواوُ النَّاشئةُ عنْ إشْباعِ العين في كلمة
" تَقْنَعُ " : تَقْنَعُوْ
و تأتي الياءُ حرفَ وصلٍ أيضاً كما في قولِ عليِّ بْنِ الجهْمِ :
عيونُ المها بيْنَ الرَّصافةِ و الجسْرِ
جلبْنَ الهوى منْ حيثُ أدري و لا أدري
أدري : الياء هنا حرفُ وصْلٍ .
و تأْتي الهاءُ حرفَ وصلٍ أيضاً كما في قولِ فُرعانَ بْنِ الأعرفِ :
جزتْ رحِمٌ بيني و بينَ مُنازلٍ
جزاءً كما يستنجزُ الدَّينَ طالبُهْ
فالهاءُ السَّاكنةُ الَّتي بعدَ الرَّويِّ الباءِ هي حرفُ الوصلِ .
و قد تأتي هاءُ الوصْلِ متحرِّكةً كما في قولِ أبي فراسٍ الحمْدانيِّ :
يا حسْرةً ما أكادُ أحملُها
آخرُها مُزعجٌ و أوَّلُها
فحرفُ الوصلِ هنا الهاءُ لأنَّها جاءَتْ بعدَ الرَّويِّ ، و أمَّا الألفُ الَّتي بعدَها فهي حرفُ خُروج .
و منْ أمثلةِ هاءِ الوصلِ قولُ سميح القاسم :
خذْني إلى كرمٍ أموتُ ملوَّعاً
ما لم أكحِّلْ ناظري بترابِهِ
الهاءُ في كلمة " بترابِهِ " حرفُ وصلٍ ، و أمَّا الياءُ النَّاشئةُ عنْ إشباعِها فهي حرفُ خروجٍ : بِتُرَاْبِهِيْ .
و تأتي الكافُ حرفَ وصلٍ أيضاً سواءٌ أكانَتْ ضميراً أم حرفاً أصلياً ، و منْ ذلكَ قولُ السُّلَكةِ ترثي ولدَها السُّليك :
و المنايا رُصَّدٌ للفتى حيثُ سلَكْ
كلُّ شيءٍ قاتلٌ حينَ تلقى أجلَكْ
نلاحظُ هنا أنَّ حرفَ الرَّويِّ اللَّامُ ، و الكافُ حرفُ وصلٍ .
....................................