الأربعاء، 11 يناير 2017

أمة وأئمة بقلم الشاعر تيسير الشماسين

أمة وأئمة بقلم الشاعر تيسير الشماسين


أَعْتَقْـتُ في عَمـــانَ بَيتَ قَصـــيدَتي
وَغَـــدَتْ بِبغـــدادَ الأَبِيَّةِ أَسْطُـــــرُ

مَخْفـوقَـةٌ مِنْ كُـلِّّ حـَــرْفٍ مُثْمِـــلٍ
فـي قَعْــرِ قَلــبي رُمْتُهــا تَتَخَمَّـــرُ

فَعَلــى ضفـافِ النّيلِ قَبلَ مَخاضِهــا
قَــدْ راوَدَتْ بَحــرَ القَصــيدَةِ أَبْحُــرُ

فَعَصَــتْ تَشُــدُ حُروفُهــا فَحَسِبتُهـا
مالَــتْ عَلــيَّ مـِنَ الَأســـى تَتَجَـبَّرُ

فَلَفَظْتُهــا في حِمـصَ يَسخُنُ حَرفُهـا
لِتَلـينَ وِدَّاً إذْ طَرَقْــــتُ وَتَشعُـــــرُ

فَسَلوتُهـا حَـتّى الْتَهى فـي نارِهـــا
يَصِــفُ الكَرامَــةَ لَونُهــا المُتَجَمِّـــرُ

فَكَأَنَّهـــا بالشّــــامِ يَنْزِفُ حَرفُهـــا
وَمِـنَ العِــراقِ دِماؤُهـــــا تَتَبَخَّـــرُ

فَتَمَخَّضَـتْ وَجَعَـــاً يُمَـــزِّقُ جَوفَهــا
وَلِسـانُ حالــي بِالأَســـى يَتَفَجَّـــرُ

وَطَـني الكَـبيرُ تَمَزَّقَـــتْ أَمْصـــارُهُ 
وَهَفـــا يُقاوِمُ حَـــــدُّهُ المُتَكَــــدِّرُ

وَرَمَـتْ إِلَيْهِ مِــنَ الغِشــاوَةِِِ نَكْـــبَةٌٌ
لِلفَجْــرِ يَرقُــصُ لَيلُهــــا المَتَنَكِّـــرُ

تَعلــو مَراقِصُــهُ الحُطــامَ وَلا يَعـي
دونَ الجَــبيرةِ أَعْظُــــمَاً لا تَجْــــبُرُ

يَدعــو إلـى حِــــلِّ الثِيابِ بِعِمَّــــةٍ
وَيُكَفِّـرُ الَّلــونَ المُغــــايِرَ أَعــــوَرُ

مـا أَمهَلَـــتنا لِلصَّــــــلاةِ يَؤُمُّــــنا
شِــبلٌ يُشاطِــرُنا الوَضــوءَ وَيَشكُـرُ

فَأَتَتَ عَلــى شَمــسِ العُـروبَةِ غَيْمَةٌ
ظَـــنَّتْ بِأَنَّ خَيوطَهـــــــا تَتَكَسَّـــرُ

مِـنْ كُلِّ فَـــجٍّ قَــــدْ لَفانا شَـــرْذِمٌ 
وَيؤُمُ شَرْذِمَــةَ الحَضــيرَةِ( أَزعَــرُ )

وَتَجاهَـــــلَ الأَغـــــرابُ أَنَّ دِيانَـةً 
تَصِـلُ الرِســالَةَ بِالهُـــدى لا تُقْهَــرُ

لا نَقـــبَلُ التَّقســيمَ حَــتّى يَسـتَوي
حَـدٌّ سَمــا بِالأَمــسِ فيمَــنْ كَـبَّروا

فَأنا العُـروبَةُ مَوطِـــني وَحُدودُهـــا
دونَ الخَريَطَـــةِ مَزْحَــةٌ لا تُغْفَــــرُ

فَحُدودُهــا أَرْسـى صَـــلاحُ عَصِيَّهــا
وَبَكــاهُ فـي الـبَيْتِ المُقَــدَّسِ مِـنْبَرُ ُ

وَتُُغـازِلُ القَعْقــاعَ ساحــاتُ الوَغـى
إذْ تَذْكُـرُ الجَيشَ المُجَحَفَــلَ تَدْمُــــرُ

مِنّا عَلِــــيُ وَصَحـــبُهُ وَمُعــــاوِيةْ 
سَلمــانُ مِـــنّا وَالوَلـــيدُ وَأَزْهَـــرُ

مِنّا طُلَيْحَــــةُ وُالمُهَلَّــــــبُ إذ تَرى
أنَّ الصَّحــــابَةَ مِــنْ قَصـيدي أَكــبَرُ

فَأَنا لِسُـــــنَّةِ سَـــيِّدي مُتُشَـــــيِّعٌ
وَأنا كِتابي لِلعَقــــــيدَةِ أَيْسَــــــرُ

لا أَقْــبَلُ الأَلــوانَ فَــوقَ رُؤوسِـــنا
لا أقــبَلُ التَّفضــيلَ فيمــــا يُذكَــرُ

لا أقـــــبَلُ المُتَزَمِـــتينَ بِرأيِهــــم
فَبِهـــم تَراجَــــعَ دِينُنا الَمُتَحَضِّــــرُ

وَبِهِـــمْْ تَكَــــدَّرَ صَفْـــوُنا لِحِكــايَةٍ
وَلَّــتْ وَذِكْـــرُ الأولِـــياءِ يُقَـــــدَّرُ

فَغَــداً سَنُسْـقِطُ فِكرَهَـــم وَيَضُمُّــنا
باسْــمِ العَقـــيدَةِ مُصحَـفٌ لا يُنْكَــرُ

وَغَـداً سَيَهـتِفُ فــي شَواطـئِ غَـزَّةَ
شَعْــبٌ وَتزأَرُ فـــي المَغـارِبِ أَعْمُرُ

وَمِــنَ الجَـزيرَةِ سَــوفَ يَخـرُجُ فَيلَقٌ
وِمِـنَ العِــراقِ مُحـــارِبٌ وَمُظَفَّـــرُ

وَسَنلفُــظُ الأَعــلامَ حَـيثُ سُروجِهــا
وَسَيحمِــلُ العَلَــمَ المُبَجَــلَ جَعْفَــرُ

وَسَنْحتَسي " مــاءَ الحَـياةِِ " بِعِـــزَّةٍ
وَتَصُــبُّ فــي بَحْـــرِ العُروبَةِ أَنهُـرُ

وَنَدُقُ أَعـــناقَ الغُــــزاةِ لِأَرضِــــنا
وَعَلــى حُطــامِ الغاشِمــينَ سَنَعْـبُرُ

وَغَـداً بِأولــــى القِبلَــتينِ يَؤُمُّــــنا
مِنْ نَسْـــلِ أَحْمَـــدَ زاهِـــدٌ مُتَحَـدِّرُ 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...