الأربعاء، 4 يناير 2017

حرف ينزف حنين بقلم الشاعر أمير البياتي



حرف ينزف حنين بقلم الشاعر أمير البياتي


وهل أبكي الحرف؟ أم للحرف نصل يُدميني! ..
ما زاد الهجر من خليل الا لوعة وأنين..
أبقي حبيبي بعض الأنفس لدي
أمانة في الحفظ والصون،،
من نفحاتها تنتعش روحي
بها من حين الى حين..
ياعطر الورد المجافي أزهاره والرياحين ،
صباحك ناعس أنت ياعبق الياسمين..
أمسى نبض قلبك مفارقا حنيني..
ذاب بصمت في وجع دفين..
خذني معك إن كان عندك فسحة
في مكان ما يأويني..أرجوك ،،
سوف أرضى بأي حصير على الارض
أنام جنبك غاية تكفيني،،
أي سجن تعيس قدري هذا معك!
محكوم علي أن أعيش غريبا،
في منفى جزيرة أحزاني وهم يهذيني!،،
أم هو سكن مهاجر في خيم بالية تحويني!..
أنت وطني لطالما تعفرت بجسده،
أنت عناء حصاد السنين ي..
أم تراه يسخر مني قدري ،،
يضاحكني من شر بليتي، مبتسما،
كيف زرعت حنظلا في ربوع بساتين!.. 
أخضر معشوشبا كان حبلك السري
يتغذى من رحم جنين؟..
قد أرتوت أغصانك من وريد عروقي،
منتشية كانت في عز الصبا،
تسكرني وتاذيني،
زكمت أنفاسك من رحيق عشقي
ينساب على الشفاه حمر نبيذها
معتق منذ قرون..
والآن أتقبل فراقك معزيا نفسي،
وقد طاوعك قلبك على الهجران..
بلا وداع ولا قبلة على الخد
تهدأني وتغذيني..
كأن حبنا هشا تطاير مع الريح 
غبار خانق ترميني..
آه من غدر الزمان ، متأنق تراه الليلة ،
في مسرح وجعي بدأ سعيدا
يتقمص كل الأدوار والفنون،،
فوق الجرح يتراقص مرارا بجنون ..
وتلكم عيون عذال برقت حسدا
ومن شماتها فرحت بخيبة ظنوني..
هيا غادر بودقة حياتي حبيبي،
والى الأبد،،لا أريدك بعد الان ،
سندا لي في حياتي أتكأ عليه
طويلا ويحميني.. 
ما دامت الدنيا دوراة تضحك لك
وبلا رحمة تواسيني!،،
وسراب الاحلام في ممشاك بساط
أحمر لم يعد يغريني ،،
أمرح كثيرا ولا تتعب من نهم حظوظك
في ربوع الميادين..
ربما يغني غرورك بعد الان،
تراني مغميا علي من شدة جنوني،،
سأحفف عنك عذاب الضمير،
سأمسح كل صورك من ذاكرتي،
بقلم عميق جرحه ثابت
سطره روح لا تلين..
وذاك الحرف من لوعة عشقك،
لم يزل ينزف وجعه، 
 بل وينتظر الموت يبكيني..




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...