" حواديت الليل !!! " بقلم الشاعر امير
هو لا يحب الأماكن المغلقة المظلمة ...
لذلك يهجر عشه مع حلول
ظلام الليل !
*
يشبه الخفافيش .. عاشقة موسيقى الليل ...
و لكنه لا يملك ..
رفاهية السهر !
*
يملك فقط .. المدينة .. حين يتسكع ...
بطرقاتها ... أين له بثمن تذكرة تفتح
أبواب مغلقة !
*
حيث شاشات ضخمة .. أو خشبة مسرح ...
أو ذلك الصخب المنبعث
من ملاهي الليل !
*
و لكنه في ليلته تلك .. قرر أن يرتاد ...
المسرح !!! ... أي مسرح هذا ؟!!!
.. مسرح الحياة ... حين تفتح ..
ستائر المساء !!!
*
و تعزف الموسيقى ... لبداية العرض ...
و يبدء المارون .. في تقمص ...
أدوارهم !!!
*
هاهي " أنثى " تقف بظل منحني ..
بجوار ضوء خافت .. ينبعث من
مصباح عند الزاوية !
*
لا تعرف هل هذا ... الظل المنحني ...
بسبب الضوء أم بسبب ...
روح مارقة آثمة !
*
وفي الخلفية لص يتوارى .. بالظلام ...
موشح بالسواد كـأنه شبح ..
ملتصق بالظلام !
*
لا يعرف سوى التواري .. بغنيمته ...
التي يحملها على ظهره ..
كأنها ذنوبه الثقيلة !!!
*
و هناك تسمع قهقهات .. حول مائدة ..
القمار .. تختلط بجلجلات
كؤوس الخمر الثملة !
*
و على جنبات الطريق .. صبي و صبية ..
بملابس بالية ... يرتعدان
في نومهما القلق !!!
*
لا تعرف أهو " الصقيع " ينهش عظامهما ...
اللينة .. أم تراها رعشة ..
الخوف من الغد !
*
فوق ناطحة عملاقة .. شاشة ضخمة ..
تعرض أحدث بدع ...
بيوت الأزياء .. و الموضات !!!
*
بعض العيون .. معلقة بها ... حين تعرض
الرفاهية ... و تبيع ..
بعض الأحلام ... الممنوعة !
*
على بلاطات الرصيف .. خطوات مجهدة ..
رسمها " شاب " ..
أعياه البحث عن غد !!!
*
كتب بجوار خطواته .. بحروف محبطة ..
في تلك المدينة ..
لا تحلم .. فـ الأحلام محرمة !
*
ينتهي الفصل " الأول " مع عزف حزين ..
تصاحبه كلمات ..
تبكي .. في خلفية المشهد !!!
*
يسدل الستار .. استراحة قصيرة !!!
**************************
خلال الإستراحة .. يبدل الممثلون
" وجوههم " و يرتدون جلود تناسب ..
أدوارهم التالية !!!
*
يقترب ضوء الفجر .. تأذن لحظة ميلاد "
الصباح " و يبدء العائدون من ..
ظلامهم رحلتهم !
*
فتجد تلك الأنثى .. عائدة تجر خطواتها ..
بثوب مدنس .. تحاول نفض
بيديها ما عليه ...
.. من بقايا رائحتهم .. و آثار أنيابهم ..
التي نهشت .. لحمها المباح !!!
*
و هذا اللص يتلفت كثعلب ..
و هو عائد لجحره النهاري ..
حاملاً أحلام
بيع غنيمة المساء !!!
*
و ها هو ذلك الثري .. يترنح ..
من آثار الخمر .. و قد خلت
جيوب معطفه .. من النقود تماماً !
********************
و هنا تتغير خلفية .. المسرح ..
يبدء المشهد يتبدل .. مع عودة طيور
الظلام لكهوفها !!!
*
و تنطلق العصافير .. تغرد .. للنهار
الوليد ..
لكل وقت طيوره .. الظلام ...
و ضوء النهار !
*
عند الفصل الأخير .. يكتشف صاحبنا ..
موهبته الدفينة .. أنه يملك
حبكة الرواية !!!
*
يقرر أن يعود .. لغرفته الوحيدة ..
ليسطر كل ما رأى .. في صفحات
من القطع الكبير !
*
و يدشنها بعنوان ... جذاب ... يعبر عن
تراجيديا ... ليل المدينة ..
و لتكن " حواديت الليل " !!!

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق