رثاء صديــــــــــــــق// بقلم الكاتب د.المفرجي الحسيني
أتحدث أليك صديقي ، في زمن بات الصدق فيه محنه. قبل ذاك هل ترى وجوهنا ؟ أم أنهم في عالم الأموات لا يأبهون للوجوه؟ حسناً فعلتم فالوجوه غير الوجوه التي ألفتها، في زمنك السابق لم يدرك الأقرب لك عمق المعاناة الكثيرة، معاناة لنوع حياتك المختارة التي عشتها لحفظ
حرية العيش والاستمرار ومعاناة في اختيار طريق الرفض لكل ما هو سيء وقبيح. أتذكر معاناتك مع المرض الذي أمهلك حياة قصيرة لكنها مليئة بالحرية والألم. مع كل هذه المعاناة لم يتوقف نبض قلبك مع نبض الحياة كان متناغماً يعكس سمفونية جميلة خالدة، وأنت في غمرة الانهيار وجرأة الكلمة كنت ترى ما صنعته يداك من رموز ملتزمة عبر مسار ضيق منفتح. أو تَرى فحيح الصواريخ ودوي المدافع وفرحة أشباه الرجال بالاحتلال . أعتذر منك لا أنوي التقييم لما قدمته من إبداعات جميلة، وأن كلماتي ليست قاسية. أني أتلمس فيك عذوبة الكلمات، أني لا أتعاطف معك كونك ميت لأنكم الأموات أكثر حكمة من انتظار التعاطف. لقد سعيت ، إذ لم تكن بحاجة لإثبات أي شيء، حيث كنت تقول ماذا تريد أن تثبت، ! رأيت عمق إبداعك، تجربة أخلاص هي تعامل الناس مع مرضك ابتلاء حيث ختم بموتك، أراك في منسكك اليومي تطيح بكل التقاليد الأكثر رسوخاً وقسوة ، أني متيقن سيفتح بابك الأبدي وتجالسني ونتجاذب الأحاديث المختلفة والهموم الكثيرة وأنك لا تمل. والموتى لا يشكون من الملل، سنتحدث عن الهوامش من الرجال على هشاشة قدرهم، لأنهم يعملون من وراء الكواليس، ونتحدث عنك وعن الذين توغلوا بكل رهبة، قابضة بصائرهم على كل أسرار البحار؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق