مرثية لصديقي محمد. بقلم الشاعر خليل بالقط الجزائري
الشّــوقُ مـــــا ملأَ الفـــــــــــؤادَ وأسْـهـدَا
والبيْـــــــنُ أوْقــــدَ في اللظى مـا أوْقـــــدَا
مـا ضـــــرّنـي نـــــــأْيُ الأحبّــــة كـلِّـــهم
إلا الـذي أحـبـبـــــتُ حــبّـــــاً ســـــرمـداً
هــــــدَلَ الحـمامُ بـأيْــــكِـــــهِ فـظــنـنــتُه
صوْتــــاً ينــــاجـي فـي الحـــــداد محمّداً
يــا مـــن تـوارى في الثّـرى وتـركْـتني
ميْتـــاً بوجـه الأرض أبحـــث صرخداً
هلّا سلبْتَ القلبَ عن جسدي الذي
أضحـى ركـــــامــاً، نـــارُه لـن تُخْمدَا
أمحـوْتَ عـــن وجه السماء كواكبـاً
أفلتْ، فظــــلّ النــــورُ بعدك أرْمداً
ولقد ختمـتَ على النوائـبِ كـلّــها
فالعـيـنُ لا تبــكـي ســـواكَ مجـــــدّداً
إنّـــي تعـــــوّدتُ الشــــدائـدَ مـــا أتـتْ
أمّـا فــــــراقــك يستحـيــــــل تعــــوُّداً
تتْـــــرى القصــائـدُ والقـــــوافـي بعـده
والحــــزنُ أكْــســـاهــــا ثيــابــــاً أسْــوداً
ما كنــتُ أسعى في القـريــــض غلـوَّه
حـاشـا بـأن أسعـى لذلك مقـصـداً
لكــــنْ ينــــــوءُ القلب مــــن أوجــــاعـه
حتّـــى تــأكّـــــــد أنّــــه لــــن يُـضْــــمَــدا
هـــــــذا رثـــــاؤك يـــا مـحـمّــد إنّــه
لهــبٌ تــوارى ثـم أظْـهـــــرَ أبـجـداً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق