عاشقة الياسمين بقلم الشاعر محمد فضيل جقاوة
إلى حبيبة لم تزل فلول التتار
تنتهك عرضها تدعمهم الأعراب
و الخونة عليهم لعنات الله ..
..............................
أحبّك عاشقة الياسمين
و مذ كنت غرا كواني الهوى و الحنين
و مذ كنت غرّا
تعلمت رسمك في دفتري ترقصين
و كنت أرى الله في مقلتيك
عظيما جليلا
يخبّئ ما كان قبل البدايات ..
و ما سوف يجليه آت السنين
و كم كنت أهوى التّغرب قي ضفرتيك
أسافر في رده الأعصر الغابرات
أجوب المدائن ..
أهوى التّرحل دون قرين
و أمكث كيما أريح جواديَّ بين الحزون
أسائل عنك الشرائع ..
ألفاك في كل حين
بدون منازع سيدة العشق و الفل
و الياسمينْ
و حين كبرتُ
و أدركت معناك
معنى الوضاءة و الياسمينْ
عشقتك حدّ الجنونْ
و علّمني العشق معنى التّصوّف
صيّرني سيّد العارفينْ
و في معبد الليل صلّيت دهرا
أبارك فيه شذاك ..
و أحرق للشوق عودا يذكّيه منّي الحنينْ
و لمّا أزل مغرما بالنوافل
أحلم بالنور يرقص بين الربا و التلال
و أحلم بالمجد نارا
و حبرا
و قمحا ..
و زيتونة تحتفي بالظلال
أحبّك عاشقة الياسمين
فأنت الأصيلة ..
أنت الكريمة ..
أنت الوجود الذي منه كان وجودي
قبيل ألوف السنين
أحبّك وحدك أنت
فأنت اختزال لكل النساء
لكلّ العواتك من أعصر الطيّبين
و أذكر أنك من علم الكون كيف يصلّي
و يتلو المثانيَّ و المرسلين
و علّمه الحرف في المهد
علّمه العد قبل انعتاقه من سطو طينْ
أحبك عاشقة الياسمين
و ما زلت أحفظ عهد الهوى
سيّد العاشقينْ ..
و تطعنني مدية في الوتين
تباغتني عاجزا مستكين
فأمي الكريمة يوما دعت ربها
كي أكون مع القاعدين
و طافت بكل القباب
لكي لا أكون المجنّد كالآخرين
و لا زلت أهرب من دركيّ أمينْ
أخاله موتا
و يفلت مني اليقينْ
أحبّك عاشقة الياسمينْ
و سوف أظل على العهد
حتى أعانق في الغيب
كل فوارسك الراحلين
و في كل ليل أناجيك
أحلم بالوصل ..
ألثم طيب ثراك ..
أصلّي لعينيك ..
للصبح يومض خلف الروابي
يبشّر بالنوء ..
بالخبْء ..
يُنْبِتُ زهرا يضوع شذى و حنين

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق