مع الأحياء بقلم الشاعرة زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
لا تقرب الأحياءَ لا تدري متى___تُفضي إليك بكلِّ شرٍّ جانِ
فالله خالقها يدبِرُ أمرها ___ لم تقترف إثماً وأنت تُعاني
فلكلِّ مخلوقٍ وسائلُ حفظِهِ___ تعلو بِه عن جورِ عادٍ دانِ
هذي فويسقةٌ أردتُ نجاتَها___ من قطَّةٍ حلمت بها بزمانِ
وقد اعتنيتُ بأكلها وشرابِها ___ ثمَّ انثنت لتَعُضَّ بالأسنانِ
إنَّ الحنانَ بدونِ عقلٍ جائرٌ___ لا تقترب بالجهلِ من حيوانِ
قد كان بردٌ قارسٌ وتثلَّجت___ أفعى على دربِ الجهولِ الحاني
قد كان من إشفاقِهِ حملٌ لها___ للنَّارِ يُدفئها بكلِّ حنانِ
فتحرَّكت وتمدَّدَت وكلعبةٍ ___ مدَّ الصَّغيرُ لها يداً بأمانِ
والدِّفءُ أجرى السُّمَّ في أنيابِها___نهشت صغيراً مدَّ بالأردانِ
صرخَ الوحيدُ مفارِقاً لحياتِهِ ___ والقتلُ للأفعى جرى بمكانِ
إن كنت لا ترضى خيانةَ جاهِلٍ___فاحذر عداءً جاء من إحسانِ
عاشت عجوزٌ في الخلاءِ وعنزةٌ ___ تقتاتُ من ألبانِها بأوانِ
هي كُلُّ ما ملكت بقفرٍ موحشٍ ___ترعى النَّجيلَ نما على الغدرانِ
كانت تُجاورُ ذئبةً نفقت وقد ___تركت وليداً لاهياً عن فانِ
هذا الوفاءُ من العجوزِ برأفةٍ ___ أخذَ الصَغيرَ لكوخِها بحنانِ
إرضاعُهُ من عنزةٍ خيراتُها ___ زادت بكلِ صراحةٍ للثَّاني
قد باعت الجديَ الجميلَ وأُمُّهُ ___ ترعى وثديٌ جادَ بالألبانِ
يعدوعلى من أرضعته بثديها___ ويجرُّ أحشاءً لها بهوانِ
صرخت عجوزٌيا لهُ من ناكرٍ___ فضلَ الَّتي حسبتهُ كابنٍ ثان
وصنائعُ المعروفِ قد لا تَرتجى___ ردَّاً جميلاً للعجوز الجاني
من يصنع المعروفَ للحيِّ الَّذي___بالشَّر يعلو لم يزل كجبانِ
رحمنُ يرحمُ من بِهِ من رحمةٍ___ والعلمُ لا يرحم على العدوانِ
صلَّى الإلهُ على الحبيبِ مُحَذِراً___لا تَعف عمَّن باقَ بعدَ أمانِ
عدد الَّذين قضوا بلاعلمٍ ومن ___ قد كان في علمٍ بلا إيمانِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق