الاثنين، 25 يوليو 2016

خالد ابن الوليد بقلم الشاعرحسن عارف المحمودي







خالد ابن الوليد بقلم الشاعرحسن عارف المحمودي 

حُثّ البواكر و اشدد ربقة الحزمِ ... و راقِ ممتطيا منها على السنم
و لا تدعها لدى الاسراء حائرة ... و غنّها مدلجاتٍ أطيب النغم
و لا تكلها أذا كلّت رواحلها ... و راعينها بعين الحاذق الفهم 
هي البواكر .. ا ن جّدت و ان جهدت ... لها السباق لربع الرند و الخزم
تجوب بالهمة القعساء ما شثعت ... و ما نأت من هضاب الأرض و الأكم
لها انصلات لقدّ البيد في خبب .. أدماء من محصنات الأينق الرسم
مدت خطاها ، و ما أخطت رواتكها ... بالنوض والوخد عن منهاجها القوم
سارت و بالركب للتعريس مائلة ... لمرتع ممرع .. أو مربع وسم
نجائب ما حداها الحادي في وله ... الا و قامت الى الارقال بالهمم
لله ركبانها لم تستقل أبدا ... من الهواجر في واد و لا علم
و لم تنخ ابلا من دأبها جلد ... الا بمنتجع الآرءام من اضم
أو بالكثيب الذي ما أمّه أحد ... الا و حنّ الى سلع و ذي سلم
أوفى رياض ربى الميماس من وطن ... ساد البلاد بثغر مسفر بسم
كأنها لم تجد في نفسها نصبا ... يمسها فيه مرتاد من السأم
بالله يا حادي الأظعان مرتجلا ... خذ في أزمّة محجوم و منخزم
و حطّ في عطن الوجناء راحلة ... و زوّد الركب قبل الظعن بالدسم
و املأ له من قراح الماء راوية ... تروي اذ اصطكت الرمضاء كل ظمي 
و ذر مطاياك تعدو و هي طالبة ... أطلال حمص و ما فيها من النعم
و لا تقف ان بدا من غيرها طلل ... و ان وصلت الى أطلاله .. أقم 
و حيِّ لي عربا في حيها قطنت ... كأنها العرب الأتراب في الخيم
و قف لديهم بذل في مسا و ضحى ... و اقر السلام عليهم غير محتشم
و ابغ القرى بفنا مغناهم كرما ... في كل حين .. و من جدواهم اغتنم
و امرح بميماسهم و انشق عبير شذى ... على البشام و عرف البان و العنم
و مِس بروضته الغناء مبتهجا ... و ارو غليل الظما من ورده الشبم
و مل لنحو كثيب حي تربته ... من الحيا بخبور صيب الديم 
و اشهد بزوغ سنا الأنوار حيث بدت ... بأفقه .. و محت حنادس الظلم
فهو الكثيب الذي بأفقه ورد الـ ... حديث عن سيد الأعراب و العجم
و هو الكثيب الذي حمص به شرفت ... على الصقاع و حازت منتهى العظم
يا أهل حمص سقى الباري معالمكم ... من الغوادي بمنهلٍّ و منسجم
لوالدي في تغالي نعتكم زجل ... بما يروق لنا معناه في الكلم
يهيم فيكم غراما كل آونة ... و أنه بسواكم قط .. لم يهم
ما قرّ في ملأ الا و حدثنا ... عنكم بما شامه من وافر الكرم
حديث حق يكاد الذكر يدخله ... في مصمخَي كل ذي سمع و ذي صمم
لا بدع أن حازني في حبكم شغف ... و جاد في مدحكم يا سادتي قلمي
فمدحكم ديدن فيه أدين لكم ... و ذكركم طيب في مسمعي و فمي 
بشرى لمن في حماكم جاء ملتجئا ... و زار تربة ليث ثابت القدم
أبي سليمان سيف الله خالد من ... قامت صياقله تلوح بالقمم
ان السيوف بكفيه فما صدئت ... الا و أروى صداها من نجيع دم
بواتك ما انتضاها في معاركه ... الا و ريب الردى ألم باللمم 
قرم كمي فلا تبلى سوابغه ... أذاق طعم كؤوس الحتف كل كمي
ليث جريء فما كلّت سواعده ... من ضرب مصدوم أومن ضرب مصطدم
ولّت جميع العدا من بأسه فرقا ... و السيف يفتك فيهم فتك منتقم
من يستطيع بأن يلقى مضاربه ... أو يلتقي القسور الصنديد في الأجم
ما ثار قط غبار النقع يوم وغى ... الا و صارمه قد حم للجمم
ان النسا لم تلد كخالد بطلا ... و الدهر عن مثله ما زال في عقم
بالعزم و الحزم و البأس الشديد فقد ... يلقى الكتائب بالاقدام و الهمم
ما في سوى كفه للطعن في قلق ... فاقت مثقفة من وسنة الحلم
يوم الكريهة كم خاضت قنابله ... معامعا وهي تجلي في حلى اللجم
و كم لها صهوات في حمائله ... رمت قلوب العدى في لاعج الضرم
جمائل ما رآها قط من بطل ... الا و عاد كرعديد من الوجم
ألقت أعنتها الغر العتاق له ... فقادها للوغى مشدودة الحزم 
تلقاه ان هاجت الهيجاء فارسها و ذو البسالة فيها غير منكتم
أباد جمع العدى في سطوة عظمت ... فلم تر غير مذعور و منهزم
و قد أعز جيوش المسلمين على جيوش بغاة بارئ النسم
و شتت الله فيه شملهم و رمى ... جنودهم عنوة في أسهم العدم 
سيف من الله مسلول على فئة ... بالله مشركة و الطرف منها عمي
الله يعلم في بدو و في حضر ... بنى لنا بيت مجد غير منهدم
لله در بني مخزوم من عرب ... سادت رجالهم عليا بني الحكم
امثل خالدهم في العرب من أسد ... ان الرجال فلم تسمع و لم تشم
له الوقوعات في أرض الشآم و في ... أرض العراق بلا كلّ و لا سأم
قامت و ان له الفتح المبين أتى ... يسمو بكل من التأييد و العظم 
و الله يكلؤه و النصر يتبعه ... و السعد ظلّ له من جملة الخدم
نصر من الله و الفتح القريب به ... قد شد بندا من الرايات و العلم
في يوم مؤتة مات المشركون بما ... قد شاهدوا منه في بعد و في أمم
مشى ابن أقرم في نشر اللواء له ... و الجند يختاره من كل معتزم
فأنّ تسع سيوف في أنامله ... تكسرت لقراع بالوطيس حممي
ما شام قط العدا الا و صاح بها ... كما تصيح رعاة الشاة بالغنم
غاراته فرّجت لما تمادى بها .. لكل خطب مهيل حادث عمم
هز القنا و اتى في يوم ردة من ... ضلوا و عادوا لكفر مظلم قتم
بغارة لم يغرها قبله أحد ... فلم تر غير مطروح و منكلم
صلّى الردينيّ في كفيه مبتهلا ... لكنه عن دم الكفار لم يصم
و السيف في كفه لا زاال يركع في ... نحور من سجدوا للعزى و الصنم
سيف فريّ فلم تكهم أسنته ... و حده الحد لا ينسام بالثلم
ما سل من غمده الا و شب شرا...ر النار من وقعه في كل مصطلم
به على فئة بالله مشركة ... لله در أبي سلمان من حزم
فلم ترعه لجأش ثابت فئة ... تجمعت من قوي ثم من جهم
جرت لنجران فيه للهدى فرس ... ليست تضل بمجراها عن الثكم
بشرى بني حارث فالله أرشدكم ... فيه و أيقظكم من وسنة الحلم
ووفدكم من حمى نجران حين سعى ... بنى لكم بيت مجد عالي الأطم
شكرا لخالد اذ وافى دياركم ... موفيا ما عليه قر بالذمم
فهو الذي ساد فيكم رفعة و رقى ... و هو المبر بما آلاه من قسم
و هو الذي شرب السم الذعاف و لم ... يكن بضائره شيء من الألم
و هو الذي لم يبن من نفسه جزع ... على ابنه سلمان ذي الحشم
و هو الذي جلدا في كل نازلة ... يرضى بما رضي الخلاق ذو القدم
و هو الذي باع نفسا في مجاهدة ... بها أشاد لدين الله .. فافتهم
و هو الذي هدم العزى و كسر أصـ ... ناما بها أنها قامت و لم تدم
و جاء " للمصطفى " الهادي فأرجعه ... لهدمها ثانيا في بطش منتقم
فعاد في سرعة للأمر ممتثلا ... عود الكمي و عود الضيغم البذم
و شام شوهاء من جن فجندلها ... و قدّها بشفار اللهذم الحسم
حياه ربي برضوان فان به ... أذلّ عزّ أولي الأوثان و الصنم
حي الجسور الذي منه البغاة غدوا ... مشتتين بشمل غير ملتئم
حي الغيور الذي ساد الأنام بما ... أسداه من وافر الآلاء و الكرم
بنانه ديم تهمي .. و غيرته ... ستر من الله مسدول على الحرم 
من زار روضته الفيحا و طاف بها ... كأنه طاف ركن البيت و الحرم
و من غدا لاجئا فيه و ملتجأ ... فاه في كلا الدارين لم يضم
ناشدتك الله يا من زار تربته ... عرض لديه بما في القلب من ألم
و اشرح له حالة جاء الزمان به ... بما يروّع من خطب و من سأم
و بثّه خبر المضنى الضعيف و ما ... يلقاه من فادحات الأعصر الدهم
و صف له شجني مع فاقتي فعسى ... بالبر ينقذني من عيشي الذمم 
فان لي فيه آمالا معلقة ... لدفع ما نابني في الدهر من نقم
و ما عراني من سوء و من كدر ... و من اهانة جور الظالم الغشم 
يا صاحب " المصطفى " المختار من مضر ... يا طاهر الذيل و الأخلاق و الشيم
يا صاحب " المصطفى " الهادي لأمته ... يا بحر جود جرى بالحلم و الحكم 
انظر اليّ بعين الحب تكرمة ... و اجعل جزاء مديحي أسبغ النعم
واسأل جناب رسول الله يشفع لي ... من وصمة الاصر و الآثام و اللمم 
فانه خير من مولاه شفعه ... في المذنبين بيوم الخوف و الندم
و انه خير مبعوث و أمته ... أضحت به في البرايا أفضل الأمم
فانني بجميع الصحب ذو شغف ... و ذو مديح كغقد الدر منتظم
فعاذري فيهم اسمي و ذو شرف .. و لائمي فيهم أصمى و ذو بكم 
فان حبهم ديني و جودهم ... في كل حال غدا ذخري و مغتنمي
بغير حب سنا مجلاهم أبدا ... يا نفس لا تثقي .. يا نفس لا تهمي
و من سوى فيضهم ما عشت فيض ندى ... يا نفس لا تبتغي .. يا نفس لا ترم
فبابهم ملجأي في كل نائبة ... و جاههم غصمتي اذ فيه معتصمي 
فهم أحباء من قاموا بصحبته ... بالعزم و الحزم و الاقدام و الهمم
صلى عليه اله العرش بارئنا ... و عم أصحابه مع كل ذي رحم 
ما هب ريح الصبا ليلا و ما طلعت ... شمس و ما همعت سحائب الديم
أو ما تغالى بدرّ المدح عارف في ... نظم القريض بمبدوء و مختتم 







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...