مشروع ابتسامة بقلم الشاعرة عفاف يوسف درويش
من هنا...
من حاضري وموتي
أعلن صرختي...
أعلنها لكل البشر
أعلنها..
لمن...تجرع الحرمان وعاش القهر
لمن...عانى وتعذب وتحت التراب اندثر
لمن... أرق النوم مضجعه
وفراق اﻷحباب أفجعه
لمن...زرع السنابل ولم يجني سوى أشواك الصبر
أعلنها....
لتكون وشما"راسخا"على جدار الزمن
أعلنها.....
صراحة...ولتعتبروها سادتي وقاحة
الرجال عناكب تنسج خيوطا" واهيية
في سقوف الكهوف الخاوية
لتجعل منها وكر...لفريستها مستقر
تمتص عفتها وتفض بكارتها
وتدنس طهارتها...
اللعنة عليكم...
اللعنة لمن جعل لنفسه دستورا"
ليغير معنى الحضارة
فما عرفت فيكم سوى التدنيس والحقارة
هل.....؟
هل سمعتم يا سادة الحضارة...؟
صرخات اﻷم الثكلى عند سلب اﻹرادة
واستغاثة العذراء...تلك القديسة الطاهرة
عند انفضاض البكارة
ام اغلقتم آذانكم عند سماع كلمات الترجي
وغيرتم العبارة
ولبستم وجوها" مستعارة
أين كنتم....بل أين غابت ضمائركم ؟
عندما صرخ الابن ....اماه
اريد أمي...وحضن امي ....وقبلة أمي
التي تذيبني حرارة
اين كنتم ....يا سادة الحضارة
عاد صوتي خاسئا حسير
تكومت كتلة من جليد صلد
داخل القبر البارد انصهر
هذيان...وبكاء
أنين....ورجاء
وستارة سوداء تسدل على تراكمات الذاكرة
وممحاة جهنمية تأتي على مكنونات العقل
وقطة مشاكسة لاهية تداعب أصابع القدر
وأي قدر.. .؟
جسدي بارد راكد كجلمود صخر
وموسيقى الصمت اﻷبدي تعزفها جنيات اﻷعماق الثائرة
صلاة وترانيم في محراب قلبي المبتهل
وكغيري من البؤساء الكاظمين اتضرع الى الله وانتظر
والى جانبي وفي حنايا روحي صورة ابني
وذكريات من الماضي وبقية امل
ورغم الكآبة....
ورغم اﻻتهامات الباطلة والظلالة
ورغم سحق...سحق الكرامة
وظهور الظلم وغياب العدالة
ما زلت أرى قنديل من بعيد
تقاوم ذبالته جحافل الظلام
تقاوم جبروت القساة ...وتذيب الحديد
لتحرير القيد...
لتحرير العبيد
نعم سادتي ....سادة الحضارة واﻹثارة
ما زلت أكابر
برفضي...بسخطي...بقلمي اناضل
ما زلت اقاوم
فانا هنا أمامكم هيكل ماثل
بمشاعري وأمومتي أفاخر
بصبري على الضغائر
ببقية عمري اقامر
أتحدى...وأكابر
وعلى شفتي مشروع ابتسامة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق