الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016

"الــــواقع العـــــربي" بقلم الشاعر سعد صالح هواش


"الــــواقع العـــــربي" بقلم الشاعر سعد صالح هواش 



لإسرائــــــيل 
أن تمضـــي بـــلا خــــــوفٍ 
يســــــــاورها
كمـــــا شـــاءت مطــــامعها
و حسب إرادة الحـــــــــاخام 
لها 
أن تدّعي زوراً بهيكلها!! 
بضمِّ القدس عدواناً 
و إشباعاً لنزوتها
لها
أن تحكم الأعراب
من يافا إلي عـــدنٍ
و من طهران للظهران 
لأنــا
من تواكلنا
و طبّعنا و خذَّلنا
فأُصبَحنا هنا الأغراب
من
النيليــــن للبصـــرى
إلى الزنتــــان فالبتراء
منحناها صكوك النصر لامـــعةً
بأطبــــاق ٍ مذهـــبةٍ
من التنكــيل و الإجــلاء
و لــــــــن 
نألو بأنفسنا
سنبذل جُلّ طاقتنا 
و فيضا ً من كرامتنا
بتفتيت ٍ لأمتنــــــا
شُغلنا عن قضيتنا
مضينا صــــــــوب نزوتنا 
إلى تأبِين قِبلتنـــــــــــا
و جــــــاري
الهدم في الأثنـــــاء
ندمـــر كــــل مــئـذنة 
و نهتك عــــرض نـــاشطة 
تفكر أن ترى بلدا
سعيدًا يرتقي العلياء 
زرعنــــــــا 
في دروب النّصر قنبلةً
و مشـــــنقةً
مفخخةً
على خُطبٍ منمقةٍ
لنسحقَ كل من يسعى
إلى إيقاظ أمتنا 
و نيل مكانة عُظمى
نُعطِّرُ 
جوّ تل أبِيب
نكيل لها من الترحيب
لتبني الف ناطحةٍ 
و ما شاءت من التخصيب 
لها
أن تنشيء الأبــراج 
و لن تتكلف الإحراج
لتبني عهدها المُخزي
و لن تلوي على أحدٍ
إليها جاء يستجدي
فتل أبيب ماضية
لمــــا شاءت مطامعها
ستبــــني ذاتهــــا فينا 
على أنقاض أشــــــــلاءٍ
و فيــــــض ٌ من مآسينا
علينا
أن نصبّ الزيــت
في نيــــران قتـــــلانا
و حول ركـــــام أسرانــــا
ندمـــر
كل تشيــــــيدٍ
و نقتــــــل أي صنديـــد
بدا يستنهض الفجــــــر
و ينشـــر صحـــــوه فيــــــنا
و نحـــن
القابعــــــون هــــــنا 
رعـــــاة الثــــورة الرعنــــــاء 
حُمــَــــاة 
القــــــدس و المَســــــرى
نناصرها نؤازرهـــــا
ننـــــاجزها فنسحقهــــــا فتتهـــــــــاوى
فتــــزرينــا
مقـــاصـــــدنا
و تخـــزينـا بـــوادرنا
و مكر السوء يردينا
سلبنـــا
شعبــــنا العربـــي 
حـــــــق العيـــش فــــي أمن ٍ
وحقّ السّـــلم
و الإســــلام 
و حـــق الغـُـــوث و الإيـــــــواء
لنُرسي
الأمن في يـــافا
و تل أبيب أو حيفا
و لا همّ
لنـا يبـــدو
سوى هـــدر بنـــا يعـــدو
و تأييــــد لكل عدو
لإسرائــيل
أن تبـــدو مفــــاخرة بأعــــداءٍ 
يطيحـــــون بأنفســـهم 
و يتهــــــاوون أفـواجـــًا 
بــــلا حشدٍ ولا أعــــباء
لإسرائيــــل أن تدعــــــــو
رعـــاة العـــنف و الإرهـــــاب
لحفــلِ النّـــصر في إسهاب
عن
الإنجــــاز 
فــي بصرى
و سور العـزل في المسرى
عن
التدمــــير و التعكـــير
و النّصــــر الذي يتــرى
و عن فــــــوزٍ
لتلِّ أبيب
في تكريت صدامٍ
و ما آلت له الشهباء
لها أن تشكر السيــــــسي 
و تُدحــضُ حُـــجّة المُــــرْسِـــي
و تشـــــكر زُمـــرة العســـــكر 
من
الأحمــــر إلى حفــــتر
لها
أن تحمـــد التحريـــر 
في ســــورية الشهبــــــاء
و ترضى
عن شتـــــات الأمـــر في صنعـــاء 
لإسرآئيـــل
أن تشــدو و تتغنى
كمــــا يحلو
بنصرٍ جاوز الأرجاء 
لتلِّ أبيب 
أفـــــــــراح ٌ
و نصـــر من هــزائمـــنا
و سُعــــدٌ من مآسيـــــــنا
و عُــرسٌ حين تُدمينا أياديـــنا
فتونس 
كــــانت الأولـــى 
و قــــاهرة المــــعز دنـــت
فــــــدانت للعدا حينـــــًا
وفي حـــــلبٍ و دير الـــــزُّور
أضعـــــنا دمنـَــــا المهــــــدور
مضــــايا تشتكي هــــــولٌا
سبقها حتفهــــا المقـــــدور
فـــــلا 
صَـــــــدَّام يُقْلقهـــــــا
و لا الســــــادات في سينــــاء
و لا مُرْسِي يــــؤرِّقُهــــا
ولا بشــَّـــار سورية ٍ
له من حــــولهـــا أصــــداء
نجحنـــا
في اختبـــــاراتٍ
هي الأولى
لأعــــــــوامٍ من التنكيل و الإيــــذاء
تميزنــــا
بنسفِ الجِـــيـــد 
و التّجـــديد و التمجيـــد
و أنشــأنا 
نظـــــام الفتــــك و التشريـــــد 
منحنـــا
شعبنـــا المكلوم أضغـــاثــًا 
من الأوهــــــام و الإجـــــرام
ركضـنـــا
في الدُّنـــا نشكـــو
ننـــادي نرتجــــي 
الرّحمـــَـات و الإنعام
تفوقنـــا
بهـــدم الـــذات و الآلات 
بقـــتلٍ طـــــال أنفسنـــا
و تفجير 
البُنــى و النشء و الإنشــــاء
تحررنـــا
من التنظيم (للتنظيم) 
فالتسليم 
من
الإنصــــاف 
للإسفــــاف للسيــــــاف
نعم نسعى لثورات مثيرات
لبلبة
عسى نهدى لأحسنها
نحطم جــــــل قوتــــنا
و نهدرها بأيديـــــنا
نلــــوذ 
بمن ينـــاصبنا
عـِـــداء ينسف الـــدِّين
نراهن أن نصــــافحها
نجدها تنكر الضعفاء 
لا تخشى المســـاكين
لأن النصــر للأقـــوى
و لا قُـــطرٌ ببلــداني
غدا أقوى
من 
البــحرين للحمـــراء
إلى سورية الشهبــــاء
فقرطــــاج إلى البيضـــاء
تداعى 
كل بنيـــــان
تحطم حصن بغــــدادٍ 
تهـــاوت ليبيـــا العُظــــــمَى
تـــــلاشى نصـــر إكــــــتوبر
أُقِيــــل القيــــل في صنعـــــــاء
تداعى
أمر مصــــر النِّيــــل 
و سُـــــــودان بـــــدا أوهــــى
و أمـــا
تـــونس الخضـــراء
فـــلا المــــــرزوق مـــــرزوق 
سوى بإضـــافةِ الأعبــــــــاء
ترى
نجـــداً مع الأحســــاء 
لهــــا مجـــــــدٌ ينمِّقهــــا
ولا نجـــــدٌ مــــع نجــــدٍ
يقيـــــنا من مآسيهــــــــا
و في ليبيـــــــة اللــــــهب 
فمـــا تحصي بواكيــــــها
بلبنـــانٍ ترى 
ويـــلاً و ترويجــــًا و تهويــلاً
ترى روضـــًا و ترويضـــاً و تهليـــلاً 
و أمّا
عُمــان مَسقَطُنا 
لقــــــاءاتٌ قـــراراتٌ 
حـــــوراتٌٌ من الــَّــلاءات
ترى 
عَمــّـــان عـــــاجزةٌ
عن التصـــــريح في الأنــــباء
گـــأن الأرض خــــاوية ٌ
من الأفعــــــال و الأسمــــاء
إمــــارات مؤامـــرة 
مبــــيتةٌ هي الأخـــرى
سل التاريخ
سجـــِّل حِينـــها الذكـــرى
كـــــويت 
الجـــــود جوهرة
و نصح لم يعد يخفى




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...