الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016

البَحْثُ في خَبايا الَّليل بقلم الشاعر ابراهيم ذيب سليمان


البَحْثُ في خَبايا الَّليل بقلم الشاعر ابراهيم ذيب سليمان


وَأبْحَثُ في خَبايا الَّليلِ
عَنْ شَيءٍ
لِكَيْ أنْسى
مَآسي عالَمي المُتْعَب..
وَلكِنّي فَقَدْتُ جَميعَ
إحْساسي
بلا جَدْوى
وَأبْحَثُ
عَنْ جُسورِ الصَّمْتِ
في وَطَني
وَعَنْ أسْبابِ نَهْضَتِها
فَكَمْ ضُرِبَتْ ..
وَكَمْ نُسِفَتْ
وَلكن – يا عَظيمَ الشَّأنِ-
قَدْ صَمَدَتْ
دَخَلْتُ لِمَسْجِد ٍ أدْعو
رَأيْتُ الشَّيْخَ مُنْكبّاً
يُبَرمِجُ في رَعِيَّتِهِ :
( وَهذي أُمَّةُ الإسْلامِ
لا تَرْضى
إذا صُلِبَتْ عَقائِدُها
وَلا تَرضى
إذا سُلِبَتْ مَساجِدُها ..)
صَرَخْتُ :
كَفى !!
فَهذي أمَّتي صارَتْ
يُداسُ على كَرامَتِها
يُشَكَّكُ في شَهامَتِها
فَلا تَغْضَبْ..
تُهانُ نِساؤها عَلَناً
تُراقُ دِماؤها عَلَناً
فَلا تَغْضَبْ ..
تَدوسُ الطِّفْلَ آليَّهْ
فَتَمشي في جَنازَتِه ِ
وَقَدْ تَعْتَبْ
وَلكنْ يا كَبيَر القَومِ
لا تَغْضَبْ ..
أفاقَ إمامُنا وَجلاً
وَقالَ – مُقاطِعاً - :
يَكْفي ..
(وَكانَ الدَّمعُ في عَينيه)
وَقَبل الفَجْرِ - يا سادة -
وَصَلْتُ لِغُرْفَةِ
التَّوقيفِ
وَلكنْ كَيْف ...
لا أدْري !!
فَحينَ رَجَعتُ لِلمَنْزل
وَجَدْتُ البابَ مَفْتوحاً
وَهذا كُلُّ ما أذْكر !!
..............
وَبَعدَ الضَّربِ
وَالتَرْهيبِ
وَالتَّنْكيلِ
وَالتَّعذيبِ
قادوني
إلى زنزانةٍ
في الرُّكْنِ
كانَ الجَوُّ مَشْحوناً
بِمَوْجاتٍ مِنَ الغَضَبِ
فَقالَ –كَبيُر مَجْلِسِهم - :
نَظَرْنا في قَضِيَّتِكُم
وَكانَ الحُكْمُ :
أنْ تُصْلَب
وَأنْ تُجْلدَ
وَبَعْدَ الجَلْدِ
أنْ تُعْدَم
وَهذا كُلُّ ما في الأمْرِ
ثُرْتُ بِوَجْهِ قاضيهم
وَما السَّبَبِ....؟
فَقالَ- مُقاطِعاً - :
إخْرَسْ
فَبَعْدَ الحُكْمِ
وَالتَّنْفيذِ
قَدْ نَأتيكَ
بِالسَّبَبِ
ضَحِكْتُ..
ضَحِكْتُ ..
- يا سادَه..
وَهذا كُلُّ ما أذْكُر...!!!!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...