الاثنين، 31 أكتوبر 2016

المتحدية بقلم الكاتبة *حسيبة طاهر كندا *


المتحدية  بقلم الكاتبة *حسيبة طاهر كندا *



أخذت المرآة نظرت لوجهها ،كانت ستكون جميلة بشعرها الأشقر و عيونها الخضر لولا ...
لولا أنفها المشوه ،لماذا خلقها الله بأنف مشوه ؟؟ هل تعمد ذلك ؟؟وماهي في هذا الكون العظيم حتى يتعمد تشويهها ؟؟ وبأي ذنب فعل ؟؟ هل أخطأ ؟؟ كانت زلة خلق ؟؟ لكنه الكمال فكيف يخطئ ؟؟ أم أنه قانون الصدفة الغبي والعشوائية الخرقاء من فعل ؟؟
استفاقت من غيبوبتها على صوت أمها: هيا إلى الطاولة إنه وقت العشاء.
قالت بتحد : سأشارك .
الأم : و...
هي : أنفي ؟؟ سأعلمه أن لا يتدخل فيما لا يعنيه .

كانت فوق الخشبة ترفع صوتها الشجي المتموج كتموج شعرها الغجري الطليق , تصدح بلحن آخاذ, لم تنجح أصوات الجمهور في إحباطها / إنزلي إنزلي ....... ،ضحك ، تهكم هذا أنف أم منقار؟؟ بل أنف معقوف أين المكنسة ؟؟ هاها ها.....
أحست بانقباض في صدرها وألم في قلبها .... كاذت تغادر ...لكن صوتا من الأعماق ناداها قائلا : لا لا.. لا ترحلي واصلي غرّدي وحلّقي وعلّمي أنفك أن لا يقف حاجزا في كل طريق ...
ووسط المطر و العواصف استمرّ الصوت الملائكي يغرد و زاده الشجن جمالا وحنانا ....
وفجأة بدأت أصوات الاستنكار تهدأ وغشت الوجوه بسمات لطيفات ، ونزلت من زوايا العيون دمعات يتيمات تأثرا بكلمات الأغنية ...لم تصدق نفسها كذّبت أدنيها، أكيد هم لا يصفقون لها , هي واهمة .... لا ، بل لها يصفقون... ولم تجد إلا أن تخرّ راكعة محيية إياهم ودموعها تنهمر على وجنتيها والورود تتساقط عليها من كل جهة .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...