السبت، 23 سبتمبر 2017

حكاية بيت بقلم الشاعر د. أسامه مصاروه


وأخيرًا باعوا كلَّ الزيْتْ
وَمِنَ العائدِ أقاموا البيْتْ
فالابن الأكبَرُ منْتصرُ
من قبلِ سنينٍ ينتظرُ
فخطوبَةُ منتصرٍ طالتْ
والناسُ كذا وكذا قالتْ
وخطيبتُهُ أيضًا تشكو
ويساورُها ريبٌ شكُّ
فزواجُ البنتِ بلا مسكنْ
أمرٌ مرفوضٌ لنْ يُعلنْ
والأهلُ كما يبدو الأمرُ
يغشاهمْ ذُلٌ بل فقرُ
فقليلٌ من شجرِ الزيتونْ
أحيانًا لا يُعطي فيخونْ
والأهلُ يعيشونَ الضنْكا
وظلامُ الغاصِبِ ما انفَكا
ما بينَ حصارٍ أو قطعِ
أوْ حظرِ خُروجٍ أوْ منعْ
ساءَتْ أوضاعُ جميع الناسْ
حتى حلقوا قسرًا بالفاسْ
صبرًا صبرًا يا منتصِرُ
فمآسيكمْ قد تنْحسِرُ
فالبيتُ أخيرًا قد قاما
والخيرُ سيعلو ما داما
لا تحزنْ عُرسُكَ يقْترِبُ
والظلمُ سيذوي والتعبُ
والقهرُ أخيرًا والبطْشُ
سيزولُ وَإنْ عظُمَ الجيْشُ
من حقِّ الشعبِ إذا ثارا
أنْ يبني في الوطنِ الدارا
وأخيرًا حُدِّدَ يومُ العرسْ
ليزولَ النحسُ ويخبو اليأسْ
لمْ يبقَ مجالٌ للتأجيلْ
أوْ للتفصيلِ وللتأويلْ
فالعرسُ أخيرًا سوفَ يقامْ
في ساحِ الدارِ بكلِّ نظامْ
بدأ الأهلونَ كما الأحبابْ
بليالي العرسِ معِ الأصحابْ
ما إن طلعَ النورُ الأوَّلْ
حتى وصلَ الجيشُ المحتَلْ
قالوا معَهمْ أمرٌ بالهدمْ
والبيتُ بلا إذنٍ يُهدَمْ
يا ربَّ العزَّةِ أينَ العدلْ؟
هلْ يملكُ أرضًا من يحتلْ؟
تقضي بالهدمِ وأنتَ غريبْ
أمرٌ يا شرعَ اللهِ عجيبْ
طردوا هدموا كلَّ المبنى

جرفوا حتى أرضَ السكنى



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...