* عهودٌ باقيةٌ * بقلم الشاعر محمد سعيد
ما زالتْ أمواجُ بحري تائهة
تطوي المسافات
بلفعِ الذِّكريات
ومن مقلتيْها
تفيضُ الأحزانُ زاخرة
وشطآنُها القديمة
باتَتْ برزخَ وداعٍ
ثيابُها رمالُ أوجاعٍ
أصدافُ وجدِها
في بيتِ عزاءٍ نائحة
ذرا دموعِها يدثِّرُ
مرافئَ الانتظارِ
والقلبُ معتكفٌ
في معبدٍ
غابَ عنهُ رونقُ الضِّياءِ
والآمالُ عن سمائِهِ غاربة
أيا ساكنةَ أشواقي الخافقة
وقمرَ حسنٍ وبهاءٍ
مضمخ بطيبِ الجِنانِ
ابتسامةُ وجهِهِ ساحرة
إنِّي سكنْتُ دجى الأسى
وشموعُ جراحي تنزفُ ألما
وابتسامةُ عمري شاحبة
وليلي يرتجفُ
من ألفِ نداءٍ ونداء ....
وجسدي ينتحبُ
بأنفاسِ الذِّكرياتِ الماضية
يرى وجهَ الزَّمانِ متحجِّرًا
من عواصفِ الجفاءِ والشَطِّ القاسية
أيتُّها الغائبةُ النائية
يا زهرةً نسجَتْها قصائدي
توضَّأَتْ روحي
بعصارةِ الضَّياعِ
وما عادَتْ تنتظرُ
إشراقةَ فجرِها الضّائعة
وإنِّي أراكِ في الكرى
وميضَ مَشرقِ أحلامي
ووجهُكِ يشقُّ ظلالَ الصُّبحِ
ويوهجُ في كلِّ زاويةٍ
كانَ ذلكَ وعدي لكِ
وما زلتُ متمسِّكًا بعهودي الباقية !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق