أنا والحزن بقلم الشاعر احمد مصطفى المحمد
عشقت حزني
فصرت أغني له طربا
كلما يأتيني كسرب طيور مهاجرة من وطن لوطن
فصرت أهوى الحزن أكثر من القمر
وأغني له بقصائدي أجمل الصور
وصار يتغلغل بجسدي كدما نفذ منه الصبر
حتى صار يجري بعروقي كما يجري الماء بالبحر
وصرت أكتبه بكل قصيدة قرأ لها البشر
حتى صار يوجعني ذلك القدر
ولعنت به كل عاشقة قالت لي أرجوك الوصل
وطعنت لأجلها ألافاً من المرات
حتى صار يوجعني ذلك الحزن ألا اطعنا به أحد
ولقد أعدمت به قصائدي عددا من المرات
ووصيتي كانت
لا أدفن إلا أنا والحزن معا
وتشابهت الأحزان كما يتشابه رحيق الزهر
فأرى نفسي قد غدت
أدمانا لذلك الحزن
فعيون الشمس صفراء جميلة
فهل رأيت سيّدتي كيف تشابهت الصور
ماكان شعري لعبة تلعبي بها وترميها
أني أقول لكِ الشعر سيّدتي
فقد
لأعرف من حزني ومن انا
يا أسياد الشعراء
أن المطر جميل
لكن دموعهُ تجعلنا نعشق أحزاننا كلهيب الجمر
ونتقاسم الحزن كما الميراث بالوصية يقتسم
هكذا أنا وحزني نتقاسم الألم
ياسيدتي قاتلت بحزني أعنف البشر
وفتحت جرح حزني المُتعفّنا الذي قد أدماه النظر
انا لست مكترث الأهواء سيّدتي
لأتحدث عن حزني لأيّن كان
كما يجول به الباعة المتجوّلين بالأسواق ؟
وكل ساحة عرفت باسم البلاط
وكل من جعل الحزن حرفة
مثل الغناء
ياشعرائي
عفوا منكم
انا لست
مضطرا لأعلن حزني
فحزني لي وحدي
هذا انا
وهذا هو الحزن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق