الأربعاء، 27 سبتمبر 2017

أنا والحزن بقلم الشاعر احمد مصطفى المحمد


أنا والحزن بقلم الشاعر احمد مصطفى المحمد


عشقت حزني
فصرت أغني له طربا 
كلما يأتيني كسرب طيور مهاجرة من وطن لوطن 
فصرت أهوى الحزن أكثر من القمر
وأغني له بقصائدي أجمل الصور
وصار يتغلغل بجسدي كدما نفذ منه الصبر
حتى صار يجري بعروقي كما يجري الماء بالبحر 
وصرت أكتبه بكل قصيدة قرأ لها البشر 
حتى صار يوجعني ذلك القدر 
ولعنت به كل عاشقة قالت لي أرجوك الوصل 
وطعنت لأجلها ألافاً من المرات 
حتى صار يوجعني ذلك الحزن ألا اطعنا به أحد 
ولقد أعدمت به قصائدي عددا من المرات 
ووصيتي كانت 
لا أدفن إلا أنا والحزن معا 
وتشابهت الأحزان كما يتشابه رحيق الزهر
فأرى نفسي قد غدت 
أدمانا لذلك الحزن 
فعيون الشمس صفراء جميلة
فهل رأيت سيّدتي كيف تشابهت الصور 
ماكان شعري لعبة تلعبي بها وترميها 
أني أقول لكِ الشعر سيّدتي 
فقد
لأعرف من حزني ومن انا 
يا أسياد الشعراء 
أن المطر جميل 
لكن دموعهُ تجعلنا نعشق أحزاننا كلهيب الجمر 
ونتقاسم الحزن كما الميراث بالوصية يقتسم
هكذا أنا وحزني نتقاسم الألم 
ياسيدتي قاتلت بحزني أعنف البشر 
وفتحت جرح حزني المُتعفّنا الذي قد أدماه النظر
انا لست مكترث الأهواء سيّدتي 
لأتحدث عن حزني لأيّن كان
كما يجول به الباعة المتجوّلين بالأسواق ؟
وكل ساحة عرفت باسم البلاط 
وكل من جعل الحزن حرفة 
مثل الغناء 
ياشعرائي 
عفوا منكم 
انا لست 
مضطرا لأعلن حزني 
فحزني لي وحدي 
هذا انا 
وهذا هو الحزن



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...