الأحد، 2 ديسمبر 2018

رضا الناس وهم محال ** الشاعر ** د. عمرو صلاح

( رضا الناس وهمٌ محالٌ )

معارضة متواضعة  لأبيات تنسب للإمام الشافعي رحمه الله
 -شاعر الحكمة -وتلك الأبيات معروفة وكان منها

ضَحِكْتُ فقالوا ألا تحتشم -- بَكَيْتُ فقالوا ألا تبتسم!
بسمتُ فقالوا يُرائي بها -- عبستُ فقالوا بدا ما كتم!
صَمَتُّ فقالوا كليل اللسان -- نطقتُ فقالوا كثير الكَلِم!
حَلِمتُ فقالوا صنيع الجبان -- ولو كان مقتدراً لانتقم!
بسلتُ فقالوا لطيشٍ به -- وما كان مجترئاً لو حكم!
يقولون شَذَّ إذا قلتُ لا -- وإمَّعةً حين وافقتهم!
فأيقنت أني مهما أردت -- رضا الناس لابد من أن أُذم!

فكتبت
من المتقارب
روي الميم الساكنة

 رِضَاءُ الأَنامِ عَقارُ الوَهَـمْ
 ترومُ الشِّفاءَ فيُملي السَّقَـمْ
 فمهما أردتَ رضاءا يكونُ
 فأنت المُدَانُ وَمَنْ قد جَرَمْ
 صَمَتُّ أشاروا هزيلُ البيانِ
نطقتُ فقالوا كثيرُ الكَلِـمْ 
سَبقتُ فقالوا عَجولُ الخُطا
رسبت فقالوا وضيع الهِمَـمْ
وصُمْتُ فقالوا لِبخلٍ طـَوَى 
أكلتُ فقالوا كثيـرُ النَهَـمْ
خشعت فقالوا يصلي رياءا
لهوت فقالوا  كعَبْدِ الصَّنَـمْ
حَلُمتُ فقالوا ثليمُ القُوَى
غَضِبتُ فقالوا كَفَوْحِ الحِمَـمْ
شَعَرْتُ فقالوا طبيبُ الهوى
طَبَبتُ فعافوا مريضا سَلِـمْ
نأيتُ فقالوا لِسرٍّ نأى
وعينُ البلاء وراء الأَكَـمْ
دَنَوتُ فقالوا صنيعُ النفاق
وإنَّ الدُّنوَّ   لِأَمرٍ كَتَـمْ
عَفَوتُ فقالوا بطئُ الرِّضَا
هفوتُ فقالوا كثيرُ اللَّمَـمْ
ولابدَّ منْ اعتذارٍ لنـا
فلمَّا اعتذرتُ رأيتُ الصَّمَـمْ
نصحتُ فقالوا أغِـرٌ يُصيبُ؟!
فنحنُ العلومُ وذا مَنْ وَهِـمْ
وسُقْتُ الدليلَ فقالوا صـهٍ 
فنحنُ الدواةُ ونحنُ القَلَـمْ
وأَثْنَيتُ لمَّا رأيتُ الصوابَ
فأَلْقَوا إليَّ حبالَ السَّلَـمْ
وصِرتُ صديقا ورمزَ الإخاءِ
ولُذْتُ بحصنٍ وولَّت نِقَـمْ
وكنتُ فقيرا فقالوا حقيرٌ
فلو كان مِنَّا علا واغتنـمْ
وصرت ثريا فقالوا لَلِـصٌّ
وإنَّ الحرامَ إزارُ النِعَـمْ؟!
فأيقنتُ أنَّ مُحالٌ رضاهم
وهذا لَعَمري كَضِغثِ الحُلُـمْ
 كمَنْ قدْ أرادَ صعودَ الجبالِ
مهيضَ اليدين كَسِيرَ القَدَمْ
ولكنْ رضاءُ الإلهِ يسيرٌ
بخيرِ الفعالِ و حسنِ الشِّيَـمْ
وعند الإله تُجازَى بفضلٍ
وتُعطى المُنى فإليه هَلُـمْ
ودَعْك من الناس يوما وكنْ
كما أنت تنعَمْ بِتاجِ الشَّمَـم

د.عمرو صلاح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...