عوْدَة
****
ها قد أتيتُ وما في النفسِ مِنْ نَدَمِ .... يا زهرةً حُلمُها يَقظانُ لم يَنَمِ
عَرِفتُ فيها الهَوَى مِنْ عِطْرِ بُرْعُمِها .... مِنْ تُرْبَةٍ أصْلُها مِنْ خِيرَةِ الأُمَمِ
لا تُنكِرينَ مَآلَ النفسِ مِنْ شَغَفٍ .... رَغْمَ الرَّحيلَ بقلبٍ عَلَّهُ سَأمي
مِنْ طولِ غُرْبَتِنا ضِقنا بأنفُسِنا .... فما تطاولَ حَرْفٌ مِنْ صَمُوتِ فَمي
هلْ تذكُرينَ مِنَ الأيَّامِ ما بَرِحَتْ .... عيني ترَاهُ كمُشتاقٍ إلى اللمَمِ
أيَّامَ كانَ الصِّبا يلهُو بضَيْعَتِنا .... يا ليتَ ذاكَ النَّوى في العُمْرِ لم يَدُمِ
هَا قد صَحَوْتُ وما مِنْ سَكْرَةٍ أبداً .... حتى ولو حَلَّني شَيْبٌ مِنَ الهِرَمِ
قولي ولا تخجَلي مِنْ بَوْحِ شِقوَتِنا .... إنِّي عَليمٌ بها مِنْ صوتِكِ الرَّخِمِ
تَحدَّثي واذكُري ما كانَ خَبَرٍ .... لمَّا أذاعُوا لنا هُبُّوا إلى الرَّحِمِ
فَرَّ الحَريصُ على زَيْفٍ يُؤَمِّلهُ .... فَرَّ الجَبانُ بخَوْضٍ خلفَ مُزْدَحَمِ
هل تَسْمَحِينَ بعَوْدٍ صَوْبَ أُلفَتِنا .... أمْ ضاعَ وَقتٌ وحانَ الحِسُّ بالألَمِ ؟
**************************
بقلم سمير حسن عويدات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق