الأحد، 2 ديسمبر 2018

مقال في أصول الحوار ** الشاعر ** يحيى محمد سمونه

مقال 

في أصول الحوار 

/20/

حكى لي صديقي أن رجلا فاضلا كان يقول: إذا سمعت أو قرأت المثل في القرآن الكريم، غير أني لم أفهمه آلمني ذلك كثيرا، و أشفقت على نفسي، و كان ذلك بالنسبة لي مؤشرا لا يدل على خير؛ فقيل له: و فيم ذاك؟! .. قال: أليس الله تعالى يقول: (وتلك الأمثال نضربها للناس و ما يعقلها إلا العالمون)[العنكبوت43] و هذا يعني أنني لست على "علم" !! بدليل عدم فهمي للمثل المضروب الذي سمعته أو قرأته و لم أدرك مراميه! و هذا يعني أيضا أن ذاكرتي لا تزال خاوية من مثال أستعين به عند الضرورة أترجم به لسلوك صحيح، و منطق سوي و سديد.

إنه إذا كان ذلك كذلك، فذلك يعني أن فهم الأمثلة - قبل أن تستقر في ذاكرة المرء - إنما هو ضرورة حتمية يقتضيها العلم السوي؛ و إنه ما عدا ذلك فكل مثال يدخل ذاكرة المرء وفقا لفهم خاطئ فإنه سيترجم حتما بسلوك خاطئ و بمنطق أعوج يكتنفه العيب و النقص و الخلل و يفضي إلى رفض و عدم قبول الناس لذاك المنطق الذي ستظهر سفاهته.  

قلت لصديقي: لعل آية كريمة ثانية تؤكد صحة و سلامة الفهم الصحيح السوي من هذا الرجل الفاضل للآية الكريمة التي ذكرها 
فعند قول الله تعالى (فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم و أنتم لا تعلمون)[النحل74] يتضح لنا أن ضرب المثل [يتجلى ضرب المثل عبر المنطق الذي يصدر عن المرء سواء كان ذلك المنطق سديدا أو غير سديد] إن ضرب المثل كي يكون سديدا و سويا يستلزم "علما"
و إنه ليس كل من كدس الأمثلة في ذاكرته فهو عالم، بل: لا بد من إدراك و فهم صحيح و سوي للأمثلة التي ستذهب إلى الذاكرة  كي نغدو أمام عالم بحق   

- و كتب: يحيى محمد سمونة -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...