ألقيتُ رحلي
قصيدة
ألقيت رحلي
بقلم الدكتور محمد القصاص
الاثنين 3 ديسمبر 2018
ألقيْتُ رَحْلي في حِماك وليتنــــي *** أمضيْتُ عُمري في الأنام شريـدا
واللهِ ما زادَ الفراقُ حياتنـــــــــــا *** إلا هوانا قاتلا وصُــــــــــــــدودا
مهما صَبرْنا أو تعاظمَ صَبرُنـــــا *** كنَّا على بال اللئامِ عبيـــــــــــــدا
ما كلُّ من نالَ الثَّرَاءَ بِمُتْــــــرَفٍ *** أو كلُّ من حازَ النَّعيمَ سَعيــــــــدا
يا ويحَ من أمضى الليالي باكيـــا *** يَشكو الهُمومَ مُكابرَا وعنيـــــــــدا
تَجري بهِ الأيامُ تَتْرَى ليتهــــــــا *** راقتْ لمن تركَ الحياةَ زهيـــــــدا
ما لي أرى بعضا يُغايَرُ طبعَـــهُ *** والبعضُ يَخْلُفُ وعدَهُ ووعيـــــــدا
ماذا دهاكِ لكي يباغتَكِ الـــرَّدى *** هذا وصَفْوُكِ في الحياةِ بَعيــــــــدا
جاوزْتُ حدَّ البؤسِ كلَّ مُصيبــةٍ *** قسرا وما عَرَف الزمانُ حُـــــدودا
ملعونةٌ تلكَ الدِّيارُ بأهلِهـــــــــــا *** مشئومَةٌ والشؤمُ كانَ شديـــــــــــدا
ما عَادَ غُصْنٌ البانِ يألفُ بلبــلا *** أبدا ولا بين الغصونِ يميـــــــــــدا
أمَّا لئنْ جادَ الإلهُ بصيِّـــــــــــبٍ *** فإذا به بعد اليَبَاسِ رَغيـــــــــــــدا
لكنَّ جُرْحَكِ لا مَجالَ لِبُـرْئِــــــهِ *** أبدا ويبقى للهوانِ شهيـــــــــــــــدا
كوني كما كنتِ بأبْشَعِ صُــــورةٍ *** عمرا وقد يغدو العقابُ أكيـــــــــدا
حتى إذا خابَ الرَّجاءُ للحْظَــــةٍ *** ما عدتُ ألقى للوجودِ وجُـــــــــودا
الدكتور الشاعر محمد القصاص - الأردن ديسمبر 2018

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق