*شكوى إلي طٓهٓ
قُمْ فاسقني شربةً تكفي لترياقي
وارحمْ فؤادي المعنَّى أيُّها الساقي
واحمل شجوني إلي ورقاءِ تحرقها
نارُ الصبابةِ مثلي واترك الباقي
واهتف إذا جنَّ ليلي بالفلا تَعِبٌ
قد فاض بالشعر منِّى نهرُ أشواقي
واشهد إذا سائلوا عني بأنَّ لهم
عندي مِن الشوقِ ما يكفي لإحراقي
إليك ياخيرخلـــــق اللـه قاطبــةً
هذا النداء وهذا دمـــــع أوراقي
إليك أشكو ودمع العين يسبقني
والحزنُ طافٍ على جدران أحداقي
ماحلَّ ياسيدي في أمةٍ خسـرت
أمجادها دون أن تحظى بإشفاق
ياسيدي يارسول الله قمْ لترى
بعضــاً يُقَتِّلُ بعضَــاً دونَ إرفاقِ
لا الشام عادت كما كانت منعَّمةً
ولا العراق استعادت وجهها الراقي
ولا بلادي تعافت من مصائبهـــا
وكلُّ ماصار فيها غيرَ أخلاقي
ماذا أقول وجُرحِي غائرٌ نزفٌ
وآهتي كلهيبٍ شــــلَّ آمـــــاقي
أخاطبُ اليومَ أسماعَ الورىَ لترىَ
مفاسداً ظهرتْ مِن غيرِ إقــلاقِ
في مــولدِ النورِ ذكــراهُ تعطرُّنا
وتبعثُ الأمـــلَ المرجوَّ والواقي
طــٓهٓ ومَن غير طٓـــهٓ حبَّهُ شرفٌ
للناسِ مَن جاءَ للدُّنيا بإشــراقِ
ملائكُ اللهِ في الأفلاكِ سابحةٌ
حفَّت وباهت بهاءً غيرَ سبــَّاقِ
ونورُ طه تجلَّى وانجلت كـُرَبٌ
بسرِّ طٓــــهٓ وطــٓهٓ سرُّ أشــواقي
يارب صل على طــــٓهٓ ومُنَّ على
مَن حَبَّ طٓــــــهٓ بفضلٍ دائمٍ باقِ
عبدالحميد العامري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق