لغتنا الجميلة
نافذة على الشعراء العرب
عمرو بن الأهتم
و كل كريم يتقي الــــــذم بالقرى ... و للخير بين الصالحين طــــريق
لعمــــرُك ما ضاقتْ بلادٌ بأهلها ... و لكن أخــــــلاقَ الرجال تضيق
هو عمرو بن سنان بن سمي بن سنان بن خالد ، من منقر من بني تميم . أحد السادات و الشعراء و الخطباء في الجاهلية و الاسلام ، و سمي والده سنان بالأهتم لأن قيس بن عاصم المنقري ، ضربه بقوس ، فهتم أسنانه ، و قيل هتمت أسنانه ، أثناء القتال في يوم الكلاب الثاني ( وهو أحد أيام العرب في الجاهلية ) .
عاش عمرو في الجاهلية ، و أدرك الاسلام فأسلم ، وهو أحد الصحابة الشعراء المجيدين . قيل انه وفدعلى الرسول مع بني تميم سنة 9 للهجرة و كان صغير السن و شارك في فتح بلاد فارس ، في جيش الحكم بن أبي العاص . توفي في خلافة معاوية سنة 57 هجرية الموافق 676 للميلاد .
يقال انه اجتمع كل من عمرو بن الأهتم و الزبرقان بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال الزبرقان :
يا رسول الله
أنا سيد تميم و المطاع فيهم ، و هذا يعلم ذلك .. يقصد عمرا ,, فقال عمرو :
أجل يا رسول الله ، انه مانع لحوزته ، مطاع في عشيرته ، شديد العارضة فيهم . فقال الزبرقان :
انه و الله ليعلم عني أكثر من ذلك ، و لكنه حسدني شرفي . فقال عمرو :
أما لئن قال ما قال ، فوالله ما علمته الا ضيق الصدر ، زمر المروءة ، أحمق الوالد ، لئيم الخال ، حديث الغنى .
فلما رأى الغضب في عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال :
و الله يا رسول الله .. رضيت فقلت أحسن ما علمت .. و غضبت فقلت أسوأ ما علمت ، ووالله ما كذبت في الأولى ، و لقد صدقت في الثانية .. فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ان من البيان لسحرا ، و ان من الشعر لحكمة .
يقول عمرو بن الأهتم في قصيدة طويلة رائعة.. يذكر كرمه ويفتخر بأرومته و القصيدة من الطويل و القافية من المتواتر :
ألا طرقتْ أسمــــــــاءُ وهي طروقُ ... و بانت على أن الخيــــــــالَ يشوقُ
بحاجــــة محـــزونٍ كأن فـــــــؤادَه ... جناحٌ وهى عظماهُ وهو خفـــــــوق
و هان على أسماء أن شطَّت النوى ... يحــــن اليها والهٌ و يتـــــــــــــوق
ذريني فان البـــــخلَ يا أم هيثـــــم ... لصالح أخـــــــلاق الرجال سروق
ذريني و حطّي في هـــواي فانني ... على الحسب الزاكي الرفيع شفيق
و اني كريمٌ ذو عيـــــــال تهمني ... نوائبُ يغشى رزؤها و حقـــــوق
و مستنبِحٍ بعد الهدوء دعوتـُـــــه ... و قد حان من نجم الشتاء خُفوق (1)
يعالجُ عرنينـــــــًا من الليل باردًا ... تلف ريـــــــــــاحٌ ثوبَه و بروق (22)
أضفتُ فلم أفحشْ عليه و لم أقـل ... لأحـــــــرمَه ، ان المكانَ مضيق (3)
و قلت له أهلا و سهلا و مرحبا ... فهذا مبيتٌ صالحٌ و صديـــــــق
و ضاحكتُهُ من قبل عرفانيَ اسمه ... ليأنس ، اني للكسير رفيــــــــــق
و قمت الى البرك الهواجد فاتقت ... مقاحيد كُوم كالمجــــــــادل روق
بأدماء مربـــاع النتــــــاج كأنها ... اذا عرضت دون العشار فنيـــــق
بضربة ساق أو بنجـــــــلاء ثرة ... لها من أمــــام المنكبين فتيــــــق
و قـــــام اليها الجازران فأوفــدا ... يُطيران عنها الجلد و هي تفـــوق
فجرّ الينا ضرعها و سنــــــامها ... و أزهرُ يحبــــو للقيـــام عتيـــــق
بقيرٌ جــــــلا بالسيف عنه غشاءه ... أخٌ باخــــــــاء الصالحين رفيق
فبات لنا منها و للضيف موهنــــا ... شواء سمين زاهق و غبـــــوق
و بات له دون الصَّبا و هي قــرّةٌ ... لحاف و مصقول الكساء رقيــق
و كل كريم يتقي الــــــذم بالقرى ... و للخير بين الصالحين طــــريق
لعمــــرُك ما ضاقتْ بلادٌ بأهلها ... و لكن أخــــــلاقَ الرجال تضيق
نعتني عــروق من زرارة للعلى ... و من فدكيٍّ و الأشد عـــــــروق
مكارم يجعلن الفتى في أرومــة ... يفاعٍ و بعض الوالدين دقيــــــق
1- المستنبح : الفعل نبح ، و النبْح و النباح ، صوت الكلب ، و المستنبح : زائر الليل ، أو السائر ليلا ، و كان في مضلة ، فيخرج صوته مقلدا الكلب فينبح الكلب و يستدل بنباحه .
2- العرنين : الأنف ، و يقال انه أول الأنف ، أورأسه ، يقال : شم العرانين
3- مضيق : يقصد ضيق
......
الشاعرالثاني
أسماء المرية
أسماء المرية ، شاعرة جاهلية
روى القالي في أماليه ، أن أسماء المرية هي صاحبة عامر بن الطفيل ، و كذلك ابن سعيد الأندلسي في " مفتون الطرب " .
لا يعرف تاريخ ولادتها أو تاريخ وفاتها .
و قال البكري ان أسماء فزارية أمها مرية ، و لها شعر في كتاب شعر قبيلة ذبيان ، في الجاهلية .
تقول في قصيدة لها .. و الأبيات تنسبها أكثر كتب التراث الى مجنون بني عامر .. و بعضها الى المرار الفقعسي :
أيا جبلي نعمان بالله خليا
................ نسيم الصبا يخلص الي نسيمها
فان الصبا ريح اذا ما تنفست
.............. على قلب محزون تجلت همومه
جد بردها أو تشف حرارة
................. على كبد لم يبق الا صميمها
أيا جبلي وادي عريعرة التي
.......... نأت عن نوى قومي و حق قدومها
ألا خليا مجرى الجنوب لعله
............. يداوي فؤادي من جواه نسيمها
و كيف تداوي الريح شوقا مماطلا
...........و عينا طويلا بالعيون سجومها
و قولا لركبان تميمية قد غدت
........ الى البيت ترجو أن تحط جروحها
بأن بأكنان الرغام غريبة
................. مولهة ثكلى طويل نئيمها
مقطعة أحشاؤها من جوى الهوى
.......... و تبريح شوق عاكف ما يريمها
...
خالد ع . خبازة
اللاذقية