الثلاثاء، 2 أبريل 2019

غابَة ُ التـِّيه // بقلم الشاعر السامق // حكمت نايف خولي

حكمت نايف خولي

غابَة ُ التـِّيه ِ

في غابَة ِ التـِّيه ِ في أرْض ٍ مُظـَلـَّلة

بِالـمُـبْـهَـمات ِ وَأسْـدال ٍ مِنَ الحُجُـب ِ

لمْـلمْتُ نفسي مِنَ الأنـْحـاء ِ أجْمَعُها

في مَعْبَد ِ النـُّور ِ في كوخ ٍمِنَ السُّحُب ِ

وَرُحْتُ أنـْزَعُ عَنـْها كـُلَّ أقـْـنـِعَــة

عَرَّيْتـُها من بَريق ِ الـمـاس ِ والـذ َّهَب ِ

وَصرْت ُ أغـْسُلـُها من كـُلِّ شـائبَة

من كـُلِّ زيف ٍ مِنَ الأهْــواء ِ والكـَذِب ِ

وَفي لـَهـيـب ٍ مِنَ الآلام ِ مــوجِعَـة ٍ

َنقـَّيْتـُها من صَديد ِ الأرْض ِ وَالتـُّرَب

أفـْرَغـْت ُذاكِرَتي من كـُلِّ ما وَسِعَت

من هَذ ْر ِ َفلـْسَفـَة ٍ في سَفـْسَف ِالكتـُب ِ

أزَحْتُ عَنـْها مِنَ الأثـْقال ِ ما حَمَلـَتْ

عَبْرَ الدُّهور ِمِنَ الأوْصاب ِ وَالـكـُرَب

حَتـَّى بَدَتْ في ر ِداء ِ النـُّور ِصافِيَة

شفـَّافـَة ً في َقميص ٍ من سنا الـلـَّـهَب ِ

وَإذ ْ بِـهـا َتـتـَعـالى فـي َتـدَرُّجـِهــا

فوقَ الأعاصير ِ والأنـْواء ِ والشـُّهُب ِ

وَترْقـُبُ الأرْضَ وَالإنـْسانَ حائرَة

مذهولـَةَ َالفِكـْر ِفي ضيق ٍوفي عَجَب ِ

هذا الشـَقيُّ الـَّذي أعْمَت ْ بَصيرَتـَه

مفاتِنُ الشـَّرِّ من غِـــي ٍّ ومن ُنــصُب ِ

وَأفـْسَدَت ْ روحَه ُ السَّمْحاءَ ساحِرَة ٌ

جـِنـِّـيَّـة ٌ في لـَـماها مَـور ِدُ العَـطـَب ِ

فأثـْـمَـلـَتـْـه بـِخـَمْـر ٍ من َتـبَـرُّجـِهـا

حتـَّى َبـدا واهِـنا ً أوْهـى مِنَ الهـِـبَب ِ

وَشـَـيْـئـَنـَتـْه ُ أحـاسـيـس ٌ مُـزَيَّـفـَـة

فكـَبَّـلـَتْ عَقـْلـَه ُ المَـفـْـتون َ بالـيـَلـَب ِ

فـقـاس َ ذاتـَه ُ بالأثـْـواب ِ يَـلـْـبَسُها

وزانَ نـفـْـسَه ُ بالياقـوت ِ والقـَصَب ِ

وَهَلـَّـلـَتْ روحُه ُ الحَمْـقـاء ُ ذاهِلـَة ً

لقـَبْضَة ٍ من حَصى الإلماس ِوالذ َّهَب ِ

يُـقـَـيِّـم ُ الـرُّوحَ بالأسـْـمـال ِ زائِـِلـَـة

يُقـَدِّر ُ العَقـْل َبالقصدير ِ والخـَشـَب ِ

غـدا ًيَلـُفُّ الفـَناء ُ الأرْضَ قـاطِبَـة

فالوَيْـل ُ للجـَّاهِل ِالمَصْـفود ِ بِالـتـُّرَب ِ.

شعر / حكمت نايف خولي

اليلب : الفولاذ / المَصْفود : المُكبَّل

الحَبَب : فقاقيع الماء أو الخمر

شيئنته : أحالتـْه ُ إلى شيء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...