شام المودة والندى بقلم الشاعر يوسف الضحيك
لولا شآم العزِّ مارسم الهوى
لحناً جميلاً لا ولا كان الوترْ
لابدّ منها في قصائدِنا وإنْ
طالَ البعادُ عن الحبيبةِ والسفرْ
إنّا حملناها كعقدٍ نيِّرٍ
في جيد حسناء جماناً ودُررْ
إنّا حملناها قصيدةَ شاعرٍ
جاءت تُسامرُنا على ضوﺀ القمرْ
إنّا حملناها قُبيلَ متاعِنا
يوم الرحيلِ ويوم داهمَنا الخطرْ
إنّا حملنا جرحَها ونزيفَها
في مقلتيْنا أورقتْ وزكا الثمرْ
وبكتْ محاجرُنا على مأساتِها
ياربِّ ما أقسى الدموعَ وما أمرّ
وعلى فضائلِها الكثيرةِ كم بكت
أعماقُنا وتشتّتتْ كلُّ الفِكَرْ
هي طُورُ مَن ناجَى ومسرى أحمدٍ
وبأرضِها عيسى المسيحُ المنتظرْ
هي بيتُ مقدسِنا وقِبلةُ روحِنا
وصلاةُ من صلّى ونادى في
السَّحَرْ
مهما تداعَى الشرُّ فوق ترابها
وطغى بها النمرودُ يوماً أو كَفر
لن يستمرَّ البغيُ في أرجائها
مادام فيها كل ماجدةٍ وحُرّ
سيمزِّقُ القهارُ صُلبَ حُصونِهم
وستطلُعُ الدنيا على صبحٍ أَغَرّ
ياربِّ لَملِمْ شملَنا في واحِها
واجمعْ شتاتَ المسلمينَ من البشرْ
واحفظْ لنا شامَ المودّةِ والنّدى
في ظلِّ حُكمٍ راشديٍّ مُنتَظَرْ
وامحُ الظلامَ المستبدَّ بما تشا
واسقِ العطاشَ وَجُدْ بفضلكَ بالظَّفَرْ

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق