" جرح " بقلم الشاعر نبيل النفيش
الجَرْحُ يَنهَشُ وَسطَ القَلْبِ مُلْتَهِبَا
يَنكَأهُ شَوْقٌ يُذِيبُ اللَّحمَ والعَصَبَا
مَا أَصعَبَ البُعدُ عَن خِلٍّ وَ أُنسَتُهُ
بَلْ الأَشَدُّ إِذَا لَمْ تَدرِ مَا السَّبَبَا
تَظَلُّ مُضطَرِبَاً بِالهَمِّ مُكْتَئِبَاً
وَالنَّاسُ تَمْرَحُ يَالِلْهَوْلِ وَالعَجَبَا
إِنْ كَانَ يُخلِصُ حَقَّاً فِي مَوَدَّتِهِ
مَا عَاشَ دَهْرَاً وَلَمْ يُرسِلْ لَنَا طَلَبَا
هَلْ ارتَضَيتَ بِهَذَا الحُزنُ يَعصِفُ بِي ؟
وَهَل سُيُرضِيك اظَلُّ العُمرَ مُنتَحِبَا ؟
عُد لِي حَبِيبَاً كَمَا قَد كُنتَ مِن زَمَنٍ
أَنسَى عَلَى صَدرِهِ الأَنَّاتَ وَالتَّعَبَا
وَخُذ حَيَاةً بِبُعدَكْ لَا مَذَاقَ لَهَا
وَابشِرْ بِحُبَّاً يَرُومُ النَّجمَ وَالشُّهُبَا
إِنِّي أَرَى السُّعدَ فِي عَينَيكَ يُغمِرُنِي
وَيَعزِفُ القَلبَ مِنْكَ البِشْرَ وَالطَرَبَا
وَصَوْتُكَ العَذْبُ لِلجَنَّاتِ يَعرِجُ بِي
إِنِّي بَلَاهُ كَأَشْلَاءا وَمُضطَرِبَا
لَا زَالَ حُبُّكَ لِلأَشعَارِ يُلهِمُنِي
وَالذِّكرَى تَهمِي عَلَى قَلبِي كَمَا السُّحُبَا
أَيَا حَبِيبَاً لَهُ طَيفَاً يُعَانِقُنِي
أَينَ الحَنِينُ الَّذِي قَد كَانَ مُلْتَهِبَا ؟
قُلْ لِي بِرَبِّكْ هَلْ استَغنَيْتَ يَا قَمَرِي
أَمِ الحَنِينُ مَعَ الإِيفَاءُ قَد ذَهَبَا ؟!
أَينَ المَلاكُ الَّذِي كَانَتْ بَرَاءَتَهُ ؟
كَأَنَّ نُورُ السَّمَا فِي وَجهِهِ سُكِبَا
أَيْنَ الحَنُونُ الَّذِي تُدفِئْنِي رِقَّتُهُ ؟
أَيْنَ النَّقَاءَ الَّذِي بِالوَجهِ مُنتَصِبَا ؟
هَلْ أَرهَبُوكَ لَأَنِّي فِيكَ مُبتَهِجَاً ؟
أَمْ الخِدَاعُ مِنَ الأَجدَادِ مُكْتَسَبَا ؟!
وَهَلْ وَقَفْتَ عَلَى الأَطلَالِ تَندُبَنِي ؟
أَمْ أَنَّ قَلْبُكَ أَضحَى صَادِئَاً صَلِبَا ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق