( شَعْرُها أشقرَ ) بقلم الشاعر وليد.ع. العايش
ما بينَ رجفة الخريف
وهدير الشتاء
كلمةٌ تبكي ...
ولحنُ غِناء
على شِغافِ وادٍ
وطلّةِ رابيةْ
تعزِف لحناً
تناساهُ الجُنودُ
في أتونِ معركةِ الحياة
تاهَ بينَ سيوفِ القدماء
دربُ السماء يفترشُ سراباً
فراشةُ الربيع
تُداعِبُ ثغرَ نحلة
وطينُ يحزِمُ حقائبَ سفر
أصابهُ مرضُ الضجر
عندما يأتي الربيع
تكونُ الحقائبُ
ما بينَ محطّةِ رملٍ ... ولوعة جمر
يكادُ يختنِقُ منْ عِناقِ القهر
أنا هنا ... وأنتِ هُناك
كما عصفورة
بينَ الغيوم
تبحثُ عنْ تخومِ الحُبِّ
ولحنُ وطنْ
طفلةٌ شَعْرُها أشقرَ
بلونِ قلبي ... وربما أكثر
تلهو بآخر أوراقِ كرزٍ يتيم
بكلّ ارتعاش ...
ومازالتْ ذيولُ الموت
تفتّشُ عنْ فِراش
عندما دقّ جرَسٌ قديم
كُنتِ وحيدة
على ثغرِ الخريفْ ...
للضجيجِ ثورة تُهدهدُ
صمتي في دربي الأليم
أعلمُ أنَّ الطريقَ
مازالَ طويلاً ...
وأنَّ ظِلّي يحفِرُ اسمهُ
على جبينِ شمسِ العتبْ
كما تنقشُ آلهةُ العاشقين
أسماءَ كلّ مَنْ أحَبَّ
ومّنْ سيأتي يحملُ قلبْ
ذاتَ يومٍ لا بُدَّ أنْ ترتوي
طفلة شعرها أشقر
جِثياً أو صعوداً ...
ستحتسي خمرةَ القلبِ الحزين
أنا هُنا ... وأنتِ هُناك
مازلنا نُغني نشيدَ العمر
ولعنة العزف الضنين ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق