صراع الحياة .. أمام عصف الذكريات بقلم الشاعر أحمد الكناني
تَقَرّحَتْ عُيونُ البَدرِ
و هَذا اللَيلُ المُظِلمُ
يَدُجُّ بِعِتمَتهِ أفُقَ السَماءِ ،
هُناكَ مَنْ يَنتَحِبْ
إنّها مَشِيئَةُ القَدَرِ
سكّينٌ لَيسَ لَها مُستَقراً
سِوى
خاصِرَةَ الأيامِِ
و رُكناً مِنْ زَوايا قَلبٍ عَليلٍ
يَحتَضرُ
إتّسَقَ إيلاماً
يَلعنُ عَقاربَ الوَقتِ
فَتَدُقُ فِي هَامةِ رأسِهِ
تَعزفُ لَحناً جَنوبياً
مَخطُوطاً على جَسدٍ
نوتاتٌ مِنَ الوَجَعِ ،،
تُهَلهِلُ الغربَانُ
تَدورُ
تَنظُرُ مَرقَداً فِي صَحراءٍ
قُربَ صخرةٍ
حَطّمَتها أشِعّةُ الشَمسِ
هُناكَ حَيثُ سَفَري
و مُستَقرّ بَدَني
بَعيداً عَن العُيونِ ،
تَنتَحبُ الروحُ
دونَما قَيداً يَمسَسهَا
و تَختِمُ
عَقدَ الفُراقِ
مَعَ الأفاعِيَ الصفراءِ ...
تَمُرُ العَصافِيرُ فَوقَ رؤوسِ النَخيلِ
تَهرعُ صَوبَ واحةَ سرابٍ
تُزَقزِقُ تَوهاً
فَتَجلبُ عُيونَ صقرٍ
يَمدُّ بِمِنقارهِ فِي جَوفِي
يَلتَقِطُ فُتاتَ ذِكرَياتِيَ الجَمِيلَةَ
و يَأتِي بِمَكنُونَاتِ الحُروفِ
يَنشُرُها لأشِعّةِ شَمسٍ
تَكسّرَتْ لَها سِيقانَ الزُهُورِ ،
ألَملِمُ مَا تَبَقّى مِنْ بَعضِي
و أجُرُّ بِأذيَالِ كَدرِي
و أعلنُ بَعدَها
الحِدادَ ...................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق