انتكاسة وهمية بقلم الكاتبة نجلاء عطية بلحاج
قررت في هذا الصباح أن أتغير ، أن أغطي وجهي العاري بقناع الكذب والنفاق، قررت أن أغير في ابتسامتي وأجعلها صوتا ينزعج منه الآذان ،قررت أن أفكر بلا عقل وأن أقتل قلبي وأرمي به في بحر عميق قد يشبع الحيتان ،قررت أن أصفق للغباء وأن أشفق على الأذكياء، قررت أن أزغرد للحرب والموت وأصادق مصاصي الدماء وأنهي مسرحية السلام على أراضينا العربية لأني كرهت الفكاهة وسئمت من الضحك ،اشتهي لبس الأسود ،ابكي ،اتمرغ في التراب ،أشتهي أن أقرأ وأكتب التراجيديا الحديثة لأني لم أعد أسعد بالكوميديا المنمقة السخيفة ، قررت أن أجالس كل من كنت أعتبرهم أعداءنا ،أشكرهم على ما فعلوه بنا ،بالقدس والعراق واليمن وسورية وليبيا ومصر وأناصرهم في سياسة التهجير والأسر والتجويع وأدعمهم بكل مالي وذهبي الأسود والأصفر ليشتروا لأهلي وإخواني وأبنائي قذيفة ،قنبلة ،بندقية لأنهم يستحقون أن يقتلوا ويداسوا تحت أقدام غجرية ، قررت أن أكون امرأة شقية ،امرأة عربية بائعة للقضية ولكن على الأقل أستحق التحية لأني متى قررت أن أخون ،رفعت راية الإنتهازية بكل قناعة إذ تأكدت أن على أرضي صورنا معكوسة وأعلامنا منكوسة،حبنا ألعن من الكراهية ،صدقنا ،تزييف لمأساتنا اليومية ،إيماننا بعيد عما قرأناه بالكتب السماوية والسنن النبوية ،هنا على أرضي يعلو الباطل ويزهق الحق ونتباهى بأنها بطولية ،لا تلومني إذن إن غيرت الجنسية....ولكني وقد قررت تغيير ذاتي وصفاتي، أعينوني على تغيير كرياتي الدموية لأن ابني سيبكي على قبري ويخفي وجهه تلك أمي أحببتها ولكنها قتلتني يوم باعتني مع القضية ويحي فمنذ متى تأكل الأم بثدييها ؟! أنا أمك فلا تخجل بقضيتك العربية ولأجلك أنا عروقي أصلية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق