يا قدس
ماذا سأفعل كيما أكتم الغضبا؟
إن المصاب يفوق الشعر والأدبا
من شدة الحزن في صدري ومن غضبي
أكاد ألعن من لا يشتم العربا
ماذا دهى العرب هل ماتت ضمائرهم
وضيعوا المجد والتاريخ والنسبا؟
أين الغيارى الأسود الصيد أين هم
وأين أسيافهم هل أصبحت خشبا؟
وأين نخوتهم من بعد معتصمٍ
وخالدٍ وصلاحِ الدين وا عجبا؟!!
وأين من زحمت كبراً مناكبهم
الشمس والنجم والجوزاء والشهبا؟
معين نخوتنا قد كنت أحسبه
يعود يجري غزيراً كلما نضبا
ماللعروبة أخشابٌ مسندةٌ
تداس أقداسها لم تنتفض غضبا؟
هل العروبة باتت مثل عاهرة
يدق أبوابها ما شاء من رغبا؟
يا قدس عذراً إذا أجهشت من شجنٍ
عليك يا مهجتي أو خافقي انتحبا
فقادة العرب غلمان ينصبهم
على الكراسي الذي أمجادهم سلبا
لو أنَّ مكة فيها حلَّ مغتصبٌ
لا لن يحرك من أعصابهم عصبا
باعوا دمشق التي كانت لهم سنداً
ويوم محنتهم أماً لهم وأبا
فكم دمشق لهم في حضنها فرشت
الحب والقلب والأحداق والهدبا
يا قدس فد باعك الأعراب كلهمُ
وصك بيعك في الدمام قد كتبا
فكل ما قاله إعلامهم كذبٌ
ومن يقول سوى هذا فقد كذبا
فالكذب والعهر والتشديق صنعتهم
وفوق إذلالنا أن يرقصوا طربا
يا قدس بترولنا للغانيات غدا
والكأس والبذخ أو كي يغسلوا الجربا
من حالف الليل إن الليل قاتله
وبائع القدس غير الذل ما شربا
تَرامب أوطاننا لا لن تؤمركها
ولن تصهينها لو تصنع العجبا
إن كنت تحسب أنَّ الموت يرهبنا
وأننا نعبد الأزلام والنصبا
قد خاب ظنك إنّا أمةٌ عشقت
من بدء تكوينها العلياء والقضبا
تاريخنا العز والجوزاء ملعبنا
ونعشق الموت في الساحات والكربا
نعرى.. نجوع وما ينتابنا وهنٌ
وإن ظمئنا فإنا نعصر السحبا
وتزرع النخل في البيدا سواعدنا
والقمح والتين والزيتون والعنبا
تَرامب ها..إننا شعب كرامته
تأبى الخنوع لمن قد جاء مغتصبا
هذي البطاح وسلْ.. كم معتدٍ دفنت
فيها وكم سحقت من عزها طلبا
يا أجهل الناس لم تعرف حضارتنا
سنسترد غداً ما ضاع واستلبا
هذي الحياة وتدري أنها دولٌ
والفجر آتٍ فمهما الليل قد حجبا
مهد الرسالات إنَّ الله حافظها
وسلْ جدودك هل عاشوا بها حقبا
يا أجهل الناس إن القدس مذ وجدت
لنا.. وحسبك.. أنَّ الله قد وهبا
من ينصر الله إن الله ناصره
ومن يناصر طغاة الأرض قد غُلبا
د. عبد السلام حمد
سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق