*نكسة
جمعت تراب الغدر وهيَ تُرَفرِفُ
ورنَت إليَّ بـعـَــبرةٍ تتكلّـــــفُ
وتضـــرَّمت تنوي الفراق كأنهــا
شبـــــابةٌ في كل ريح تعصفُ
فتلفَّتَ القلـب الكليـــــم لإثرها
حـــيران في أيِّ البلاد تُطَرِّفُ
ذكَّرتُهـا بــــأوار حبِّيَ بعــــــدما
نسجت خيوط القرب كيف تُجَدِّفُ
رسَمَتْ دوائر حسرتي ببنــــانها
كطلاسمٍ تنوي الخلاص وتُرجِفُ
واستفرغت في سرد أعذار الجفا
ولكـــل معـــروف تهدُّ وتُنْسِفُ
أوَمَا بقىْ لك في الجوانح مضغة
ترعى فــــــؤاداً بالغرام يُطرِّفُ
سائلتها والنفــس في خلـجاتهـا
والقلب يهمي بالدمــوع ويذرفُ
وجلست أندب بعدهــــا أطلالنا
وأجيل فكري في الفراغ أُخَرِّفُ
سكنت فؤادي خلسةً في صغرنا
من قبل أن تهفو النفوس وتعرِف
واليوم حين تمكنت واستحكمت
تَرَكَتْ فؤادي في السراب يُهفهفُ
هــــــذا جــزاء متيم منح الهوى أقداره يسدي الشجون ويغرِفُ
يا فرحَــة العــذَّال يومَ رحيــلهِ
قد أسرفوا غيّا وطـــاب مُدنِّفُ
يا أيها القلب المُـــوَشَّى بالأسى
صبرا فحـظك في الغرامِ مُكَلِّفُ
فانأى بنفسك عن لظى آهــــاته
فالعشـــق غيٌّ والمُحِبُ مسّوِف
عبدالحميد العامري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق