ما زلـتُ ألمح في عيونك لـهـفـةً
نَطَقـتْ بدمعٍ بـالـمـحـاجـر بـادِي
وأنـا بحـبل الـكـبـريـاء تـعـلَّـقـت
روحـي وزاد الجُـرح في إبعادي
مـنذ افـتـرقـنـا والحـياة كـأنٍَـهـا
جـسرٌ أنـاخ الحزن لاسـتـعـبادي
تهـنا على درب الحنين فأوغلت
فـيـنـا الهـموم بحـرقـة الأكـبـاد
حـتَّى التـقينا بعـد طـول متاهـةٍ
نـبـكي الفراق وسـطوه المتمادي
قَـلـبَـانِ يـعــتـنـقـانِ كلَّ دقـيقـةٍ
لا يـعْـــبـآن لـنـــفـرةِ الأجــســاد
عـمـرًا ألـمـلم في الجروح مُخَـبّأً
مـا كـان مـن لـيلي ومـن جلادي
أدعـو ومـا دعـوايَ إلا أنَّـةٌ
ضاقت بها الليلات في أصفادي
ما زلتِ يا وجع الحروف قصيدتي
يـأبـى لـغـيـرك أن يـبـوح مـدادي
ما زلت أصـطحب المساء برحلةٍ
كـانت بهـا الأوجـاع كـامل زادي
مـا زلـت فـي كَـفَّـيَّ آخـر قـطْـرةٍ
بعد امتناع الغـيـث عن إسعادي
إنَّي لـعـمركِ مـا حـلـلت بمجلسٍ
إلا وطــيـفـكِ عـالـقـًا بـسـوادي
أتـلـو عـلـى الأيـام وِرد مـرارتي
ولَكَـم تـواسـي ضيـعـتي أورادي
صلاح إبراهيم العشماوى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق