..رساله إلى الشعراء..
.....يا ناظم الشعر......
الشِّعرُ إثمٌ إذا مَغزاهُ مِن كَذِبِ
لمدحِ نَذلٍ بِلا أصلٍ ولا نَسبٍ
وَإنْ يَذُمُّ فُحولاً لا نظيرَ لها
في الدّين والطُّهرِ والأخلاقِ والأدَبِ
يا ناظِمَ الشّعر فلتَنظُرْ عَواقِبَهُ
لا تَخْلِطَنَّ كلامَ الحَقِّ بالَّلعِبِ
كَم مِنْ حَديثٍ أتى بالخُسْرِ صاحبَهُ
كَم منْ حَديثٍ سَما في أفضل الرُّتَبِ
فاخفِض كلامكَ إمّا كُنتَ مبتَهِجاً
واحفظْ لسانكَ إمّا كنتَ في غَضَبِ
يُطَهَّرُ الجسمُ بالصابونِ منْ دَرَنٍ
لِكُلِّ داءٍ دواءٌ كي يعالجَـهُ
أمّا اللسان بهِ الأدواء كالجَرَبِ
واصدقْ بقولكَ إمّا بُحتَ في كَلِمٍ
بينَ الرجالِ لتبقى خيرةَ العَرَبِ
مَنْ أَكثَرَ القولَ قد أودى بهيبتهِ
إنَّ السكوتَ بوقتِ الجِدِّ مِنْ ذّهَبِ
يا حاديَ الشِّعر لا تَمدَحْ بهِ سَقَطاً
تَبدو سفيهاً كَمنْ يضحَكْ بلا َسَببِ
واجعلْ لِداركَ في الأشعارِ مُدّكَراً
ولا تُجازِفْ بِروحِ الشعر في الطّرَبِ
ولا تعاتب جهولاً في مخاصمةٍ
يزداد غمكَ اضعافاً من العَتَبِ
إذا ظَلَمتُ ألوم النفسَ في أَسَفٍ
حَيِيْتُ حُرَّاً بقولِ الحَقِّ لم أَهَبِ
هذا كلامي مِنَ الأعماقِ أُرسِلُهُ
رجوتُ عذراً إذا في القولِ لم أُصِبِ
شاعر البيداء/سعود أبومعيلش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق