الاثنين، 10 ديسمبر 2018

على ضفاف الخريف ** الشاعر ** جهاد بلعوم

على ضفاف الخريف 
كتبت اسمكِ بحروف من مطر
الخريف مثلك حبيبتي، 
لا يعرف الملل ..
دائم الريح،
يسكن في أعالي الشجر
على ضفاف الخريف..
محوت اسمكِ من دفاتر الضجر
وقلت فيكِ شعرا متمرّدا
لا يقبل بأنصاف الحلول
يباغت وجهي بعزف عنيف على الوتر
حتى لا تُسقطه زوبعة حبّ عابرة
حبيبتي ..
بالأمس حلمت أنّكِ شرفة
اعتادت على انتظار نصاب الفجر
عقب كل صلاة نافلة
بالأمس نبشتُ القمر
واتّهمته بكثرة الإغراء
فاختبأ خلف السحاب
وراح يبحث عن اسمكِ 
في دفاتر الحياء
على ضفاف الخريف 
كان اسمكِ قليل الحضور
في قصص السهر
كان يعشق الليل والنهار
الشروق والغروب
الصباح والمساء
لكنّه لم يرضَ بأنصاف الحلول
في قصص العرب
حبيبتي، ..
أطلّي عليّ بوجهكِ المنسي 
على ضفاف الوقت ..
واسكبي على وجهي الميّت 
جرعة حياة ..
علّ حروف اسمكِ تمحو من دفاتر شعري
نصوص الموت من قصص الأنبياء
حبيبتي..
تسكن على حدود الريح
تداعب خدّ مئذنة 
إذا مرّ بها موكب صلاة حزين
وتقبّل أجراس العيد 
إذا ما باغتتها جنازة خريف
عيناها تجترّ الرحيق من دفاتر الريح 
ووجهها صار قبله للعيون الجالسة
على مقاعد الانتظار
يختلي بها على ضفاف الشتاء
يعيد ترتيب أبجديّة عشقها 
بما يليق بمواسم الشهادة
حبيبتي، ..
أتذكرين حين تلوتُ على مسامع شفتيكِ 
سورة الخريف..،
اتذكرين يومها كيف جلس الفجر 
واستمع لجوقة عينيكِ 
وهي تعزف أناشيد المطر ...
كانت البلابل خجولة
والشجر كان عاريا إلّا من قصص العشاق 
وهم يعدّون الغيوم على أصابع الفرح...
الإبهام كان يرمز حينها للشفاه..
والسبّابة كانت تشهد على خُضرة القُبل..
أتعلمين حبيبتي...
كنتُ يومها أمسك بذراعكِ 
خوف أن تحسدها الريح..
كنتِ تقولين لي..
دعنا نحلّق كأوتار البلابل 
وهي تمارس الصباح 
على شبّاك السماء..
نغمة تتلوها نغمة تتلوها صيحة مطر..
وذراعكِ ما زالت ترتجف في يدي..
أيّتها الملائكة...
اقتربي ...
حتى أحدثّكِ عن أساطير العشق...
هنا ولِدَت بسمتي أوّل مرّة..
صارت الملائكة تحرّك عينيها 
ذات اليمين وذات الشمال 
باحثة عن مصدر الفرح..
هنا..
على ذراع حبيبتي ولد الصباح..
لم يكن قبلها شيء..
كان الأطفال حينها يلعقون أصابع الفرح 
كلّما باغتهم وجه حزين
والنساء كانت تسكب المطر 
على وجه الحياة ..
وكنت أنا أمسك بذراعكِ 
خوف أن يخطفها الخريف..
أتذكرين يومها حبيبي 
كيف نمت على صدركِ، 
وأنا أنظر لعينيكِ 
المكحّلة بأوجاع فلسطين ! ..

سوناتا الخريف
جهاد بلعوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...