ليس لله ِ دولةٍ بقلم الشاعر ستار مجبل طالع
أصْمِتْ لا تُكَبِرْ
اللهُ أكبرُ
آذانٌ رُفِعَ نداءً لعبادهِ
وأنتَ طاغٍ علينا قتلاً بِلا هَوادة
أصْمِتْ لا تُكبِرْ
اللهُ اكبرُ
لا تَكذبْ على اللهِ
وأنتَ تَّتِلَّني للجبينِ
تَنْحَرَّني تحتَ ساريةِ الدولةِ
تُرفرفُ فوقَ بركة َ دمي المسفوحِ بينَ قدميكَ
رايةً شِعارَها مقلوباً
لا تَستنقذَّني منْ موتي بنصلكَ المقدسِ
المنقوعُ بسّم ِ الفتاوى
ما قَّرَّبتَ منْ القرابينِ
فليس لي عندكَ فداءٌ
يقبلهُ إلهك لتوقفَ قتلي
اللهُ لم يسألكمْ قتلي لتقيموا دولة
السماءُ والأرضُ قد آتيا طوعا ً
سَّتطوى بيمنهِ يوما ً
فلِمَ يحتاجُ إلى دولة ؟
أقرا قدّْ علَمَّكَ
لا تقولَ لستَ بقارئٍ
لا تقولَ لستَ بعارفٍ
أقرا ألواحَ موسى
لم يُسأل أن يُقيم دولةً
أقرا زبورَ داوودَ
لم يُهدى لبناء ِ دولةَ
وقد أُوتيَّ عرش سبأ قبل أن يرتدَّ إليه طرفهُ
أسمَعْ ترانيمَ عيسى
لم يترنمْ بشعارِ دولةٍ
رَتلْ قرانَ محمدٍ
لم يُرتل لدولةٍ
وقدّْ خُيّرَّ بين الخلدِ ملكاً والموتِ
فلم يَّخْتَرْ عرشَ مَلِكٍ أو دولة ٍ
أصمت لا تُكبر وأنت تقتلُ أرواحَ الله بلا ذنبٍ
إلا لتَبْني صرحَ مَجدكَ على أكداسِ عظامِنا
سِلّماَ ترقى بهِ لربِكَ
تَسرقُ حياتَنا تُقدمها قرابينَ علَّها تُرضّي ربكَ
أن تُسمي بسمِ اللهِ على نصلِكَ
لا يجعلُ ذبحي حَلالأً
ولا يجعلُ دمي في فيك ماءً
ولا يجعلُ لحمي المهتوك َ على مذبحِ ربِكَ
حَفنةَ قمحٍ في أحشاءك
ولا يجعلُ موتَكَ بموتي شهادةً
تلقى بِها حُورَّ العينِ بدونِ عبادةٍ
ولا يجعلُ حربكَ جهاداً تبتغي أبديةَ السعادةِ
سيَّسِلنُا اللهَ وإياك من أجداثِنا صفاً صفاً
مُضرجة ً وجوهَنا مُلطخةً يديكَ
وسَنسألكَ مع اللهِ عن دمائِنا بأي ذنبٍ سُفحت
عن حيواتِنا بأي ذنبٍ قُتلتْ
وسَتلقى غيرَ الذي كنتَ تظنُ
ولعظيم ِ دِيّتِنا عندَ ربِّنا ولهولِ جزاءِكَ
ستقول يا ليتنّي أكون ترابا
أصمت لا تُكَبِرْ
اللهُ أكبرُ
آذان رُفِعَ نداءً لعبادهُ
وأنت طاغٍ علينا قتلأَ بلا هَوادة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق