العصافير والجليد بقلم الشاعر منية_دبة
قساوةالشتاء ولين الطّين
بين الأرض والسماء...
تموت ألف مرّة تلك العصافير..
وتحيا..على هامش الحياة...
تبيت في العراء يغطيها الجليد
العصافير التي كانت تغني
وترقص على ترانيم الأمنيات
على وقع صوت مخيف مدوي
حلقت بأجنحة خاوية
تعرّت من ريشها....
حبست أصواتها ملئى حناجرها
حين زمجر الخوف
ودق الخطر ناقوسه...
وارتجف الحديد...
هاجرت كرها..إلى حيث لا تريد
تراكم الثلج...على أوكار العوز
وغصونها المهترئة...
تربص البرد...بأجسادها النحيلة
العصافير التي كانت بأعشاشها
تترنّم...
يغريها الشتاء..وبالدفء تنعم..
تعرت من حلمها المنثور
مع فتات الرغيف...
تذروه ريح الاغتراب...
تعبث بحلمها أمواج مهاجرة
العصافير التي كانت تغرّد
تقطعت أوتار ألحانها...
تمرّن صوتها المتحشرج
على نغمة البكاء والنحيب..
العصافير...لا تغني في الجليد....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق