بر الوالدين بقلم الشاعرة زكية أبو شاويش
لم أعرف الحُبَّ إلاَّ ما عرفتُ بِهِ___أهلاً وإخواننا بالوصلِ قد كانا
إنّ الطُّفولَةَ أهدت للورى أملاً ___ يمضي بتغييرٍ حالاً وبنيانا
ها نحنُ في جمعٍ والودُّ مُؤتَلفٌ ___ وكُلُّنا في رحاب العيشِ أرضانا
ربٌّ كريمٌ يوالي أُسرةً جمعت ___ خيراً بِحِلٍّ.. وحصرٌ كانَ أعيانا
قد كانت الحربُ تمضي في تَجَبُّرِها___ إذ فرَّقت شملنا والموتُ أدنانا
ها قد فقدنا بها من كانَ يرحمنا ___ في كُلِ نائيةٍ بالعطفِ أحيانا
والأُمُّ قد رضيتْ ما كان قسمَتَها ___ من قلبِها بذلتْ واللَّهُ يرعانا
كانَ الحنانُ غُمُوساً لا ُنبَدِّلُهُ ___ والخبزُ من شُحِّهِ نشتاقُ أحيانا
تمضي الحياةُ وفيها عزمُ مُؤتَمَنٍ___ والعلمُ يوصلنا للحقِّ أزمانا
ها قد كبرنا وأضحى الهمُّ مُنفرجاً___ والأُمُّ تبذُل مجهوداً كأمضانا
لكنَّها في خريفِ العُمرِ ما لبثت ___ أن هدَّها مرضٌ يأباهُ من هانا
هذا الخبيثُ بها قد فتَّ في عضدٍ___ والموتُ يُسرِعُ في جسمٍ لأقوانا
إن الوفاء لأغلى الناس يُلزمنا ___ ردَّ الجميل بحبٍّ غَصَّ شريانًا
إذ قد سحبنا دمانا لا ممانعةً ___ من كلنا بذلُهُ قد كان أشفانا
والحمدُ لله موتٌ بات منهزمًا __ عادت إلينا وكل الحب أنسانا
كلٌّ يُسارعُ في مرضاةِ من تعبت __ حتى وصلنا لأعلى منصبٍ بانا
لم ننسَ من جادَ في عمُرٍ وأصغرُنا ___ ما زال يحبو لأمٍّ والضنى لانا
والبرُّ من حيِّنا ما عاشَ في سَعَةٍ ___ للوالدين ورحمٍ كان أوصانا
نبيُّ أمَّتِنا والناس في شغلٍ ____ عن هَديِهِ زمنًا والهجرُ أحيانًا
صلى الإلهُ على الهادي فَسُنَّتُهُ ____ أحيت كثيرًا من الأمواتِ تِحنانًا
أعدادَ من وصلوا أو كان مَن قطعوا ___ والأجرُ من خالقٍ قد بَزَّ

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق