ضياع طفلة بقلم الكاتبة أميرة الورد
في ذات نهار وعند السوق المزدحم بالبشر .رجال ونساء كبار وصغار.وبين الضجيج والزحام وصياح الباعة واختناق السوق بعشرات اﻷصوات .كانت تتشبث بكف والدتها اينما ذهبت..عيناها الصغيرتان البراقتان تحدق بفضول للذي يدور حولها.واصابعها الناعمة تريدأن لمس كل شيء ولكن والدتها ﻻ ترغب بان تعبث باغراض الباعة والتجار .وهي تريد وبين ذلك الصخب وزحام المارة والمتبضعين .كانت تتشبث بكفها وتارة أخرى تتمسك بردائها الطويل وعيناها ﻻ تزال تحدق بفضول لتلك الوجوه المختلفة عنها والغريبة .واﻻم تقف وتسير بانشغال .وفجأة رحلت بين الزحام وعشرات اﻻجساد.. عثرت على نفسها ضائعة .ﻻ كف والدتها وﻻ حتى ردائها الطويل..ونتصبت في صمت عميق وخوف اجتاح فوادها الصغير اخذت تتلفت في ذهول ارادت الصراخ.
:..اين امي.
..لكن صوتها الرقيق تكسر بغصة حمل اﻻلم العميق.
..:اين امي.
..واستحوذ عليها الخوف من تلك اﻻجساد المارة حولها كاطياف الضياع البعيد وانفجرت بالبكاء.وببكائها الملتاع توقف البشر من حولها تهامسوا ما بينهم قبل سؤالها.
:.هل اضعت امك يا صغيرة.
فلم تجب قد اخذ الفزع بصوتها الرقيق حتى اﻻختناق.. وسألتها امرأة عجوز وهي تمسح على شعرها اﻻسود المنسدل.
:. اين امك.
فلم تجب واجتاح جسدها البرد .ﻻ بل الخوف العميق ظنت في لحظة ان امها رحلت للبعيد فاطلقت العنان لصوتها الباكي..
:..امي اين انت ﻻ تتركيني ﻻ اريد دمية وﻻ حلوى ﻻ اريد سواكي تعالي..
..وصرخت وبصراخها الملتاع عثرت على والدتها تضمها اليها وتلثم ثغرها الباكي .فالتزمت الصمت وهي تتطلع في لوعة انفاس والدتها وشحوبها ...ثم استسلمت لقبﻻتها العميقه وهي تتشبث بردائها الطويل. .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق