اسكتي أيتها الأحاسيس الباردة بقلم الشاعر احمد انعنيعة
اسكتي أيتها الأحاسيس الباردة ..
من رجل المستحيل الى امرأة تحت الشمس
اسمحي لي سيدتي...لن أرد الآن على رسالتك...سيزيدني جوابك بردا قاريا ويجمد الدم في شرياني. .جميلة كانت رسالتك الأخيرة وأنت تقولين "لا أريد أصدقاء بوجوه متعدد...." ولكني لم أرد عليها...إ فضلت أن أخرج لشمس ترسل بقايا أشعتها لتدفئ الأشياء حولي. .كنت حينها أجلس على إبر كتاباتك وأنت تغزلين خيوط صوفي ..نعم خرجت للجلوس في الشارع العام على كراسي خشبية ترد إلي عافيتي...وتأكدي أني لن أجد راحتي في الرد على رسائلك منذ الآن ولكني سأحتفظ بصورتك إلى جانب صورتي الى الأبد على غلاف المجموعة العربية المختلطة " إتحاد شعراء بني احسن "...
خرجت لأجلس وحدي ..دونك...لأحس أن لا شيء يتحرك في جسمي إلا دمي في جريان لا ينتهي ..بقيت تابتا في المكان وعيناي تراقبان بدون انقطاع كل عوالمي...كنت أراقب حركاتك في دواخلي وأنا أغارل حبات الفستق بين أسناني...كانت نظراتي تتيه أحيانا اتجاه عصافير المكان...عصافير تطمع في قشور كاوكاو الساقطة و حبات عباد الشمس المقلية...وكنت أبتسم عندما أشاهد فتات الفستق الجائعة تغازل زقزقتها..وهي تراقب مجيئها لتبعث إلى جناحيها قوة ودفئا ...لترفرف بكل شوق...وأنا أناديها :"كليها بكل عشق ولا تخافني.. فأصابعي لم تعد تقو على شيء...ولم تعد تحس إلا ببرد المساء وهدوء الريح الآتي من الليالي البعيدة..." لكنها كانت تناديني بالرجوع الى الوراء أو العودة إلى أعشاشها كلما اقترب مني آخر أشعتي الآتية من المساء...إنها عصافير كانت تذكرني بأحاسيسك وأفعالك وقراراتك...فضلت القليل عن الكثير فظلت الطريق...
لن أرد على أسئلتك بعد اليوم..سأكتفي بموجات بدرك على دمي...وسأضحك لعوالمي الداخلية على حماقاتك...أضحك لشيخين تشابكت أصابعهم ولم يناما ليالي بأكملها...إن عيني الآن تذبلان من يقظتك وقد انفلت صوف قميصي من أصابعك ...لكني أحسست بعد حين أنني أضعت معك عمرا جميلا تحول فيه جمال وجهك إلى جمال قمر يزيد كدري...

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق