أحلام نوارس دجلة بقلم الشاعر أمير البياتي
جلست بقربي تتلمس أصابع،،
قد ظمرت أضافرها منذ أعوام،،
أسودت من شدة البرد..
كفاها الزمن يقتات عليها،،
وجعا بعد وجع ولا يعاني..
والأخرى يد سمراء قد تشقق
ناعم ملمسها من الزحف،،
نحو كسرة الخبز يملأ بها
بطن طفل جوعان..
ووجه بلا ملامح فارغ
لون الحنطة هي بشرته تلمعان ،،
تكتنزه عيون سود تبرق سرحان..
في أخر العمر تكلم ضميري
في وجهه الظلم والعدوان،،
يتقلب وجعا يتفرس أسماك
في عالم الحيتان..
نعم هي كانت أوطاني ..
يحادث نفسه مرتبكا ،،
فاقد التركيز خائفا ،يلملم الاحزان..
أيشد راحلته نحو جزيرة المنفى..
أم يرقد بسلام صامتا
في مقبرة الوديان..
عاش عمر النسر عزيز النفس ..
لم يهب عويل الكلاب،،
ولا أفزعه نقيع الغربان..
هوني عليك يانفس غدر الزمان،،
اليوم يمرحون في قصور خضراء
فرحين بملك يحسبونه لسليمان ..
وغدا تبكي على الاطلال
أزلامهم والفئران..
وتموت رعبا من صولة
حشود الفرسان الشجعان..
متى ياعين تقرين فرحا
بدجلة عروسا تزف من جديد،،
لجواد نذر مهرها تاج وصولجان..
تزهو أمواجها بين أخوالها وأعمامها ،،
تمسك السفينة وحدها،،
تقود بآباء دفة الربان..
وتطير الى عرش مملكتها ..
نوارس ترافقها حمامات حب
تحلق بباقات الورد،،
معطرة طوَّق الفرسان..
يعيشون بسلام في ربوع ضفافها،،
تنعم طيورها بألخير الوافر
بالاعشاش والامان..
هي أحلامي ربما تجول خاطري..
ربما أطياف بانت خيباتها أجنان،،
أرتشف مر المذاق لقهوة صباح
يعتصرني يخادعني أعيش الحلم
كل يوم بأمل في غدا،،
ترتاح نوارسنا عذاباتنا،،
ونتقمص دور جديدا في مسرحية
دجلة وغنم القطعان..
آه منك ياشيطان الزمان،،
صبرا على مصرعك قريبا جدا
بحروف قلمها فوهة بركان..
تحملها ملائكة الرحمن ..

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق