( وشاح الموت) بقلم الكاتب أميـــــــــــــــن نجيب الخضر
متى يأتي ذاك اليوم ؟؟ استفاق مصطفى يُحدِّث نفسه عن موعد التخرج،فالجامعه والدراسةقضما ريحان شبابه،وهوَ في مقتبل العمر،أما والدته فكانت لاتبرح بالدعاء له في كل صباح عندما يذهب من القرية للمدينة،فهوَ وحيدها ومعيلها عند الكبر، لايخفى على والدته عشقه لتلك الفتاة ذات القامة الممشوقة والنعومة الجذابة،حيث أنها وعدته بالزواج بها عندما ينتهي من دراسته، كان أهل القرية ينظرون لمصطفى نظرة مختلفة، فهو الشاب المهذب الخلوق المثقف، يكتسيه الخجل نوع ما،ودائما مايكون منزوي في بيته من أجل الدراسة والتحصيل العلمي،مرَّت الأيام وأنهى مصطفى دراسته وأتى مسرعاً لوالدته بوجهه المبتهج، كان قد حمل بيده وثيقة التخرج،لم تستطع والدته اخفاء دموع الفرح، أوكلت لذاكرتها لنسيان أيام التعب عندما شعرت بهذه اللحظه، أقامت وليمة لأهل القرية بهذه المناسبة،لم تنسى ماوعدته به أن تأتي له بمعشوقته، اندلعت شرارة ضد الاستبداد فجأة فدخلت البلاد في سنون الحرب، أرسل مصطفى نظرة الحائر المتأمل للحال التي وصلت اليها البلد، وفي قلبه حسرة للأيام التي أمضاها في سبيل الظفر بتلك الشهادة، حيث أنه باتت الطرقات مغلقة والمستقبل سائر للمجهول، اقترب ذاك اليوم الذي سيظلُّه مع معشوقته،كان العشق قد أتى على جسده النحيل، قررت والدته الوفاء بالوعد مهما كان المهر،انبلج الفجر في شمس ضاحكة،ونسمة هواء لطيفة، لم تغب ابتسامتهافي ذاك اليوم،وهي تحدِّق بوحيدها وفلذة كبدها وتتأمل تسريحة شعره الأسود اللامع، أتت له بعشيقته وظلَّلتهما بالورود من كل جانب، وحدها الدموع روت تلك الورود،عندما سبقت القذيفة الجميع،ليرقدوا بوشاحهم الأبيض، علَّهم يلتقيان في السماء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق