الخميس، 29 أغسطس 2019

المشهد الأخير // بقلم الكاتب المبدع // متولي محمد متولي

المشهد الأخير
الليلة حفل زفاف ابنته الكبرى , التي تخرّجت من كليّة الطب , آن له أن يفرح و ينال ثمرة تعبه و تضحياته , ابنته الوسطى طبيبة صيدلانية , والصغرى في كلية الآداب , وولداه يدرسان في كلية الحقوق , ولديه ثروة كبيرة من المال , كل هذا بعد سنوات من الضنك والحرمان ! وهو جالس في سيارته الفارهة أخذ يلوم نفسه لأنه لم يدخل مع ابنته عند الكوافير , الجميع معها إلا هو , لماذا ؟! لمح زوجته خارجة من هناك , تتجه ناحيته , قبل أن تصل إليه و توبخه كعادتها , أسرع و نزل من السيّارة , ليتلقاها لكنه و هو يغلق الباب أغلقه على إبهامه فطارت عُقلة كاملة منه ! سال دمه بغزارة ! في غمرة الألم والخوف تذكر عقلة إصبع أخيه الأكبر التي لطّخها بالحبر ليحصل على بصمته و التي حصل من خلالها على ممتلكاته , تذكر وهو يُدخل جثمان أخيه إلى القبر , ويطالب الجميع بأن يتركوه معه لحظات ! سمع صراخ زوجته , لم تصرخ على إبهامه الذي طارت منه عقلة كاملة , صرخت عندما رأت عمارة الكوافير تنهار وتهوي على من فيها , وأولادها في الداخل , تحوّل المبنى إلى أنقاض في ثوان ٍ معدودة ! أغشى عليها , أما الرجل فنزل على ركبتيه أرضا وهو يصرخ : ـ أولاددددددددددددددددددي !!
1 / 9 / 2018 م تأليف / متولي محمد متولي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...