الخميس، 29 أغسطس 2019

الغيرة القاتلة // بقلم الأديب المبدع // د. عز الدين حسين أبو صفية

الغيرة القاتلة :::
أن تمتلك الغيرة البناءة التي تبني بها قدراتك وتنميها لتسابق غيرك بها .. فهذا عملٌ جيد ..
 أما وأن تغار غيرة عمياء لتقتل إبداع ونجاح غيرك بالوشاية الكاذبة والتقارير الكيدية الفاسدة.. فهذا شيء مخزٍ وسيحاسبك الله عليه و على كل الوسائل غير الشرعية التي مارستها لتدمير نجاحات غيرك ..
 وإن كنت تظن بأنك غير معروف للغير ، فاعلم ان الله يعرفك جيداً وسيحاسبك الآن وغداً ، لأن لسان حال الإنسان يقول : لا و لن نسامحك حتى وأن كنت قريباً منا أو مقرباً لنا أو لغيرنا ...
وستكشفك الأيام لنا وللجميع ، عندها لن نتعرض لك بسوءٍ ، ولكن لن نسامحك ..
فبلا شك فإن الغيرة هي صفة موجودة لدى الإنسان وهي مكون من مكونات شخصيتة ،  فإذا ما تركت الغيرة تقود الإنسان وترسم طريق سلوكه وحياته فقد يسوقه ذلك لارتكاب جرائم من القتل كما حدث في قصة قتل قابيل لأخيه هابيل بسبب الغيرة من أن الله تقبل قربان أحدهما ولم يتقبل قربان الآخر ، وكذلك غيرة أبناء النبي يعقوب من أخيهم يوسف عندما حاولوا التخلص منه فألقوه في البئر وذلك بسبب غيرتهم القاتلة لظنهم بأن أبيهم يحب يوسف أكثر منهم .. وفي مجتمعاتنا الحديثة آلاف قصص القتل التي تسببت بها الغيرة .
 فالغيرة تسري في دماء الأفراد وتكون موجهة لمن هم متميزون ومتفوقون واكثر نجاحاً من غيرهم مما يدفعهم للغيرة ويسلكون سلوكاً لا إنسانياً بحيث يحطمون غيرهم لأنهم لا مجال لهم ليلحقوا بهم ..
 فهنا تصبح الغيرة مرضاً مستشرياً يؤدي إلى تدمير البنيان الأسري ومن ثم تدمير المجتمع خاصة عندما تكون معامله الأباء غير متوازنه مع أبنائهم ويشوبها التمييز والمحاباة لأحدهم عن الآخر ، وكذلك غيرة زوجات الأخوة وغيرة الحماة من زوجات أبنائها فيؤدي ذلك للكراهية والحقد والتفسخ والطلاق خاصة إذا ما أصبح من مكونات الأسرة ( ضرة ) زوجة ثانية للأب أو أكثر ..
 ومن أسوأ أنواع الغيرة تلك التي تسود في كافة المؤسسات الرسمية والخاصة والتي لا يكون المسؤولين فيها على قدر كافٍ ٍ من العدل ويعتمدون في إدارة المؤسسات التي يرأسونها علي ما يصل إليهم من معلومات غير صحيحة ينقلها لهم بعض العاملين الفاشلين عن زملائهم الذين يتمتعون بصفات ومهارات مميزة ، فهذا السلوك سيتسبب في خلق نزاعات وخلافات كبيرة داخل المؤسسة الواحدة وقد ينتشر إلى خارجها فيصيب أُسر تلك الفئات من الموظفين ، كما أن مثل تلك السلوكيات يكون لها أثر تدميري على المؤسسة وأن السبب المباشر في ذلك هو إطلاق المسؤولين العنان لآذانهم للاستماع للوشايات وكذب العاملين الفاشلين والذين يلاقون تشجيعاً من المسؤولين ، وهذا يتسبب في بداية انهيار المؤسسات .
 كل ذلك وأكثر تتسبب فيه الغيرة وقد يؤدي لارتكاب جرائم وسلوكيات وظلم وكراهية انعكاساتها أولاً وأخيراً علي النسيج الإجتماعي وتدمره .
د. عز الدين حسين أبو صفية ،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...