الاثنين، 19 ديسمبر 2016

(بل هذا من عند الشيطان) بقلم الشاعر بن عمارة مصطفى خالد

(بل هذا من عند الشيطان) بقلم الشاعر بن عمارة مصطفى خالد




 جلست قرب نهر الغواية أستحم بدم البشر و أرشف من شلال أوداجهم،فقدم الشيطان يترنم مترنحا و البسمة تعلو شاربه السمج،دنا مني و كأنه لا يعلم أنني من طين و أنه من نار،و أن ناره يمكنها أن تحرقني و أنا لا أملك في بوتقتي قطرة ماء أحسبها تنجيني من تحول صورتي كما أصله،تنحنح و استطرد:كيف حالك يا صديقي؟فقلت:و متى كان الانسان صديقا للشيطان؟فرد:منذ أن اتخذتم شاطئ الغواية عشقكم،و حملتم كؤوس دمائكم نبيذا تتلذذون به أنى شئتم.فقلت:أنت من جعلتنا نسبح في ذنوبنا يا هذا.فقال:بل أنتم من اتخذتموني خليلا،فأنا بريء منكم يا معشر الإنس.و أردف:مشكلتكم أنكم تدعون العفاف في مجالسكم و في دياناتكم،فكم من مسوح رهبان لوثتم و كم من عباءة إمام دنستم،ترشدون إلى الحق الذي لم يعرف طريقا إلى صدوركم،و ليت شعري إن ضللتم سبيلي و اتبعتم ما تدعون،تعبدون أنفسكم و أموالكم و دنياكم و توهمون غيركم بالعبادة و الطاعة لربكم،و لعمرك يا إنسان ما ستعرف الراحة و السعادة،ما دمتم في نفاقكم تعبدوني و تمشون على نهجي،بئس المخلوق صرت بعدما فضلك الخالق و بئس ما تقترف أيديكم و تقولون أنه من صنع الشيطان،كنت أسمعه و أعرف أنه كان صادقا فيما قال و لكنني قلت:لا بل هذا من عند الشيطان.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...