(حوار روح واحدة لجسدين )
هي ...
بالطابق الروحي من جبل الدهشة يختبئ الموج من صمتنا المزهر
هو ...
أيتها القادمة من مساء الروح هنا تغطينا خيام الثلج في فصل البراعم
هاتي يدك لأزهر من جديد وسط انتكاس الأشجار بين أضلعي
هي
تمشي الزرقة الهوينى
تهتدي بتشكلنا وصف العشاق المذهول بالخلق يتمايل قبلا
لا تلتفت جهة الموت لا منتهى لنا
هنا المعنى المرتجى
هنا لا جنة غيرنا
هو ...
مملكة النخيل أزهرت كحلم ضمني قبل افتراقات المساء
المساء لا خلاف له مع الصباح
ضوءان من سحر لمدينة غيرت ألوانها
ركعت مبانيها علوا على عتبات اندهاشنا
هناك كانت لنا شرفة
وعصافير سقيناها مواويل كفوفنا
فاستكان البحر لروحنا
روحنا لم تغادر ذاك الجرف
هي الآن تحلق بذات المكان
هي ...
تعيد القيادة للذاكرة
الذاكرة صندوق أرجواني يخبئ أسرار النبض
يرتل أناشيد الأماكن التي مرت بنا
خارطة لمعمار الجنة
هو....
الشوارع تنتشي بأنفاسنا
تغتسل بهمسنا تستلقي بخطونا
وها المساء يختبئ بغليون البحر- موجه -
بيروت أيتها الزمرّد المنثور بساطا باتجاه السماء
هنا خيام الثلج- مقهانا-
حافة البحر مرقص للهواء
والزرقة الثملة بدخان النرجيلة المنتشر
هي ...
تلهب الفضاء المزدحم بالشتاء
يداك أيها المرسوم خطوطا على جبهتي
أصابع من مطر تسقي ما حولنا من خضرة المجال
والخيام التي تعطرت بأنفاسنا تستحيل ذاكرة الركض حين صهيل الأشجار في غيابنا
غيابنا وقفة الحزن لأماكن شهقت برحيقنا
شُرّدت برحيلنا
هو ...
مازلت أحبو بصراط الروح أتعلم طعم فصول أوقفت أبواب المدن
أنت يا كل مدني تسحبني عبر خارطة لا يدرك مداها غير شريان يعبر روحك بدفق الآتي
أنت تاريخ يختصر الزمن حينما تضيق المسافات بأقاليم الانتظار
تلفنا العصافير تقتات من خفايا الوله
والمارّون النائمون يشدهم استفحال حلمنا
أنت فناراتي – قالها وهو يهذي داخل عينيّ-
حين يعطش الماء...
حين يتكسّر الضوء...
حين يفيض الملح
تفتحين أبواب السماء
لا عطش لنا
لا ظلمة في ليلنا
لا ملح في بحرنا
النسائم ترتل وعودها
الأغصان تراقص فرحها
والنادل المخمور بالمشهد يترنح لموسيقى لكــــنـتـنا
يطوف يطوف حول خيمة امتزاج الهواء بأنفاسنا
قد فاحت أقدار وليدة من كفيكِ
انت الاتية قبل عصور التلويح بالبعث
هي ...
وهديتنا الفاخرة للذاكرة –نسيان-
تبعثني من سطوة الماضي
هو
ترسمني لوحة ألوانها لذيذة العنف تهز بياض الخيمة .. وتلوذ الروح الواحدة للجسدين ..
يتوقف المطر وصاحبه الثلج .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق