الجمعة، 30 نوفمبر 2018

جاد ربع الشام غيث ** الشاعر معروف عمار

جادَ رَبعَ الشِّآم غَيثُ البَرَاري
وشَأتْها أرِيجَها النَّسَماتُ

إيهِ يا مُقلةَ الرَّشا كيف باتت
تَحبِسُ الفَجرَ عن حِماكِ القَذاةُ

عن سُداةِ الرَّدَى نُحُورَ الأعادي
تتولّى جَوابَكِ الغَزَواتُ 

ويُمِيطُ اللثامَ عنهم بَنانٌ
بالياتٌ وأعظُمٌ نَخِراتُ

وطُرُوسٌ مُوَشَّياتٌ بِقانٍ
مِن دِماءٍ مِدادُها الطّعَناتُ

يا لِأيّامِ " جُلَّقٍ" في عِداها
مُقبِلاتٌ خُيولُها مُدبراتُ

كيف نامَتْ عن الثعالبِ أُسدٌ
وأناخَتْ رِحالَها الوَثَبَاتُ

عن قَرِيبِ انتفاضَةٍ او نُهُوضٍ
ليس فيها لِناظِرٍ آياتُ

حَشرَجاتٌ مِنَ الصدورِ وزَيغٌ
في المآقي ، كأنها السّكَراتُ

أوَ سُكرُ المُدامِ أمْ هو مَوتٌ
فينادَى: أنْ شَيِّعُوا مَنْ ماتوا ! 

مالِ تلك الرَّبُوعِ تَنزِفُ لَطمًا
أوَ ضَنَّتْ بخَدِّها اللاطِماتُ؟! 

هل نَوَاطِيرُها الُألىَ هَجَروها
أمْ تُراها قَلَتهُمُ الثّكناتُ

ثورةُ الحُرِّ في يَدِ الحُرِّ هَيّا
طالَ يا أختْ الغَوطَتَيْنِ السُّباتُ

إنما هذه الدياجي تُنادي
في بَنِيها ، فيشرئبُّ الوُشاةُ

فاصرفي عن عِوائِها كلَّ حُرٍّ
إنما فِيهُمُ تُنادي الغَداةُ

تَندُبِينَ السنينَ وهي مَواضٍ
ذا أوانٌ عدا عليه الفَواتُ

واسحبي الفجرَ من فم الليل قسرا
أنتِ أوْلَى به وليس الطغاةُ

أين مِنكِ الغَدُ الذي كاد يأتي
أمْ أنابَتْ عن الغَدِ الذكرياتُ ؟! 

حِلفُ " بُوتِينَ" " والمَلالي" و" ناتو"
كُلُّهُم في نَحرِ الشِّآمِ رُماةُ

إنمّا ثأرُهم لَجَدُّ دَفِينٍ
لم تزل فيه تَنفُثُ النَّعَراتُ

هل أطَلَّتْ مِن البِلَى رُوحُ كِسرَى
أمْ أعِيدَتْ مِن الفناء رُفاتُ

ليت شِعري ، وللأفاعي احترابٌ
كيف آخَتْ بين الأفاعي الحُواةُ

وا رِجالاهُ ! مَن لِجُرحِ الثّكالَى
قد أراقَتْ حَياءَها المُحصَناتُ

شَوَّهَتنا يدُ الفساد فبِتنا
والغِنَى دارُنا ونحن العُفاةُ

جَرَّدَتنا مِن الهُدَى فمَشَينا
فوق شَوكِ العَمَى ونحن حُفاةُ

ألبَسَتنا قميصَها ذاتُ لُؤمٍ
فإذا نحن والقميصُ عُراةُ

رحم الله يوم كانت حِمانا
للقِرَى قِبلةً ونحن السُّداةُ

كيف أغضَتْ عُيونُكم عن ذِمارٍ
صَبَّحَتها على العِدا الصّافِناتُ

واستَحَثَّتْ خُطا النَّفِيرِ نُفُوسٌ  
لا تَنِيها عن الفِدا المُرجِفاتُ

ليتكم تذكرون " حِطّينَ" لَمّا
كان للدُّورِ والثغورِ حُماةُ

ومِن "اليرموكِ" التليدةِ سهمًا
لم يزل منه في " هِرِقلَ" قَناةُ

ورِهابٌ إذا اعتراه تَثَنَّى
وله منه رعشةٌ والتِفاتُ

سَلْ عن النَّقعِ كيف أذرَتهُ رُعبًا
في قلوب القياصِرِ الذارياتُ

واسألِ الصَّلدَ كيف أورَتهُ نارا
تحت أكباد مَن بَغَى المُورِياتُ

واترُكِ السِّفرَ للقراءةِ رَهوا
يَتْلُهُ للأجيال عنكِ الرواةُ

إنَّ في ذلكم لذكرى لقلب
مِن بقايا الحياء فيه حياةُ

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

معروف عمار 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...