الاثنين، 18 فبراير 2019

يَا طَاعِنَاً ... والمُستَحِيْلُ حِرَابُهُ (جيش العراق)// بقلم الشاعر السامق // عمار عبدالباقي العمري

يَا طَاعِنَاً ... والمُستَحِيْلُ حِرَابُهُ (جيش العراق)
نُظِمَت هذه القصيدة في اول عيد للجيش العراقي الباسل بعد تحرير مدينة الموصل من عصابات (داعش) الارهابية، ونُشِرت في جريدة اخبار العراقية هي القصيدة الاولى في ديواني ( معلقة على دماء الموصل ).
عَفَّرتَ وَجهَكَ واقْتَحَمْتَ جَلِيْلا
 كَيْ تَجتَلِي وَجْهَ العِرَاقِ جَمِيْلا
وَرَضِيْتَ عُمْرَاً بالكَرَامَةِ عَلقَمَاً
 وَجَفَوْتَ عَيْشَ الذِلَّةِ المَعسُوْلا
فَجَزَيْتَ عَنْ أَرضِ السَوَادِ غَوَائِلاً
 وَحَمَيْتَ عِرضَاً نَاصِعَاً وقَبِيْلا
أَرسَيْتَ في بِرِّ المَوَاطِنِ مَنْهَجاً
 مُتوارَثاً ، جيلٌ يُسَلِّمُ جِيْلا
إِنْ تَصْطَخِبْ فَالجَارِحَاتُ تَوَابِعٌ
 تَرجُو بِجَزْرِكَ مِنْ عِدَاكَ قَتِيْلا
يامَنْ غَدَا فِي النَازِلَاتِ عُقَابَها
 وَبِسَلْمِها فَاقَ الحَمَامَ هَدِيْلا
جَادَتْ جِرَاحُكَ للنَخِيلِ مَنَاهِلاً
 وَبِمِثْلِ جُودِكَ أَدرَكَ المَأْمُوْلا
جَيْشَ العِراقِ إِنِ إِسْتَعَدتَ جِهادَهُ
 فِي النَائِبَاتِ وَجَدتَهُ المَسْؤُوْلا
مَا كَانَ يَوْمَاً بِالشَجَاعَةِ جَاهِلَاً
 سِرَّاً ، وَلا في المُلْتَقَى مَجْهُوْلا
لا تَسْأَلوا عَنْهُ الدِيَارَ فَدَأْبُهُ
 أَبَدَاً يَجُوبُ رَوَابِيَاً وَسُهُوْلا
إِنْ طَالَ مَمْنُوعَ العَواتِكِ نَارَهَا
 أَذكَى بِمَسْجُورِ الجَحِيْمِ فَتِيْلا
وَتَعَصَّبَ المَوْتَ الزُؤَامَ بِهَامِهِ
 كَيْ لَا يَرَى جَفْنَ العَزِيْزِ عَلِيْلا
***
يَا صَاهِلاً ، والصَاهِلاتُ جَوَافِلٌ
أَجْفَلْتَ شَرَّاً هَادِرَاً وَجَفِيْلا (11)
أَقْسَمْتَ أَن تَرقَى أَلمَنَايَا صِرفَةً
 عَنْ أَنْ يَبِيْتَ ثَرَى النَخِيْلِ ذَلِيْلا
أَو أَن تُدَاسَ حَضَارَةٌ في مَوْطِنٍ
أَهْدَى البَصِيْرَ وأَرشَدَ الضِلِّيْلا (22)
ظَنَّ الغُمَاةُ تَواضُعَاً بِلِيُوثِهِ (3)
 وَتَوَهَمُوا بِزَئِيْرِهِمْ تَهْلِيْلا
حَتَّى إِذا لَبِسَ الكُمَاةُ سَوَادَهُمْ (4)
دُهَمُوا بِمسْرُوجِ الحِمَامِ عُجُوْلا (55)
بَرُّوا ، بِمَحسُودِ المَوَاطِنِ قَاطِبَاً
 عَهْداً نَبِيْلاَ ، قَدْ أَبَرَّ نَبِيْلا
واللهِ لَولَا الذِكْرُ مِنْهُ مُنَزَّلٌ
 لَتَرَتَلَتْ أَمْجَادُكُمْ تَرتِيْلا
***
يَاشَاهِقَاً ، والشَاهِقُونَ عَوَادِلٌ
مَا حَادَ عَدلُكَ أو تَزَاوَرَ مِيْلا (66)
إِنْ تَنْتَصِرْ ، فالْشَارِقَاتُ ضَوَاحِكٌ
 أَو تَرتَقِي ، زِنْتَ الدُجَى قِنْدِيْلا
فَمُكَلَّلٌ بَيْنَ الرِفَاقِ مُمَجَّدٌ
 أَو خَالِدٌ قَادَ النُجُومِ دَلِيْلا
***
يَامَنْ تَوَرَّكَ حِضْنَ عِزٍّ تَالِدٍ
 وَسَّدتَ رَأْسَكَ زَيْنَبَاً وبَتُوْلا
قَد أَورَثُوكَ مآثِرَاً وَمَفَاخِرَاً
 نَمَتِ "الحُسَيَنَ وَجَعفَرَاً وَعَقِيْلا"
بَيَّضْتَ فِي سُنَنِ الوَفاءِ صَحَائِفَاً
 لَا نَهْتَدَي عُرضَاً لَهَا أَو طُوْلا
أَدخَلْتَ فَي رَوعِ الشَوَاهِدِ سَكْنَةً
 وَأَثَرتَ فِيْهِمْ دَهْشَةً وَفُضُوْلا
لَو أَدرَكَتْكَ الحَادِثَاتُ بِمَنْطِقٍ
 لَـتَوَسَّلتْ مِنْ كَفِّكَ التَقْبِيْلا
***
يَا طَاعِنَاً ، والمُستَحِيْلُ حِرَابُهُ
 مِنْ ثَورَةِ العِشْرِيْنِ جِئْتَ رَسَوْلا
نَسَلُوكَ مِنْ صُلْبِ المَنَايَا ثَائِرَاً
 لَمْ يَبْخَلُوكَ جُدُودُكَ التَأهِيْلا
فَنَهَضْتَ وَالدُنْيَا شَمَاتَةُ حَاقِدٍ
 وَطَعَنْتَ فِي صَدرِ الحَقُودِ غَلِيْلا
***
يَاسَيِّدَ الأَوطَانِ دُمْتَ مُبَجَّلَاً
 تَحمِيْ بِظِلِّكَ حِصنَكَ المَأْهُوْلا
فِيْ عِيْدِكَ الأَفْضَالُ تُبْعَثُ حَيَّةً
 وَيُسَرُّ شَعبُكَ شَاكِرَاً مَفْضُوْلا
حقٌ عَلَى أَرضِ العِرَاقِ وَشَعبِهِ
 أَنْ يُنْصِفُوكَ عَنِ الجَمِيْلِ جَمِيْلا
هوامش :
1 - جفيلا : كريهه
2 - الضِلِّيْلا : التائه
3 - الغُمَاةُ : الذين التبس عليهم الامر
4 - الكُمَاةُ : جمع كميُ، وهو الشجاع المتكمي في سلاحه، أي المتغطي به.
5 - الحِمَامِ : الموت ، عُجُوْلا : مسرعين
66 - تَزَاوَرَ : انحرف
ملاحظة : القصيدة هي معارضة لقصيدة الجواهري (رحمه الله) الشهيرة (يا سيدي أسعف فمي)، وهي معارضة غير سهلة، حيث لم يتم التزام الوزن والقافية (حرف الروي) فقط، كما هو دارج في المعارضات عموما، بل تم التزام (كلمة القافية بأكملها)، وكما وردت في القصيدة الاصلية للجواهري (رحمه الله)، كما وتم التزام القوافي جميعها، ودون اي اسثناء، وبالتسلسل الذي وردت فيه في القصيدة الاصلية، اي بنفس عدد ابيات القصيدة الأصلية.
 وقد تضمنت عجزا واحدا فقط، من احد ابيات قصيدة الجواهري (رحمه الله) الاصلية، هو المحصور بين علامات الاقتباس. وهذا النوع الصعب من المعارضة، كان سائدا في عصر الامس القريب .
لقد كتب الجواهري (رحمه الله) قصيدة (يا سيدي أسعف فمي)، على مرحلتين من مراحل حياته ، حيث كتب الابيات الاولى من القصيدة عام 1992، واضاف اليها في حينها اي في عام (1992)، عشرة ابيات من قصيدة (ناغيت لبناناً)، والتي كتبها حوالي عام 1947 في مدح لبنان، والوصي على عرش العراق، عبدالاله، ورئيس جمهورية لبنان في حينها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...