السبت، 16 فبراير 2019

في ذكرى عيد الأم // بقلم الشاعر السامق // د.محمد القصاص

قصيدة بمناسبة قرب حلول ذكرى أعز إنسانة على قلوبنا ، ألا وهي الأمّ ، فإلى كل أم ما زالت بين ظهرانينا أهديها هذه القصيدة ، راجيا من الله سبحانه وتعالى ، أن يتغمد من غادرنا منهنَّ بواسع رحمته ، وأن يمنَّ عليهن بالمغفرة إنه سميع مجيب ،،،

في ذكرى عيد الأم
قصيدة
بقلم – الشاعر الدكتور محمد القصاص

 من هذه الحسناء أشْرِقَ نُورُهــــــا  *** من فوق هامِ المجدِ كان مُبينـــا
 حينا يُؤَجِّجُ أضلعي وجوانحـــــــي *** والقلبُ تضرمُهُ النوائبُ حينــــا
 يا أمُّ أنتِ دفاتري وقصائـِـــــــــدي *** ومنارُ فكرٍ قد يـفيضُ حنينـــــــا
 ممزوجةٌ تلك السنينُ بِحُلوِهـــــــــا *** وبمرِّها إنَّــا نعيشُ سنينـــــــــــا
 وبِحُضْنِها الدافي نَميدُ سعـــــــــادةً *** وبمقلتيها نُبصرُ النسرينـــــــــــا
 يا فرحَةَ السُّمارِ يا عِشقي التـــــي *** سَهرت طوال الليل كي تحمينـــا
 سَهِرَتْ تُداعبنا، تضمدُ جُرْحَنَــــــا *** قَصَصَاً تحاكينا بها تُنشينـــــــــا
 وإذا مرضنا دُثرتْ بإزارهـــــــــــا *** تتلو من القرآن ما يَشفينـٍــــــــا
 سهرتْ تُحدثنا لتؤنسنــــــا فــــــلا *** تغفو ولا سِحْرُ الكَرَى يُغرينـــــا
 حتى وإنْ عشنا بكوخٍ مُظلـــــــــمٍ *** يتَحوَّلُ الكوخُ الحقيرُ عرينـــــــا
 وإذا الحكاياتُ التي قيلتْ لنــــــــا *** قُصَّتْ لنا يا ويحنا فنسينــــــــــا
 عشنا بعهد الأمَّهاتِ يَحُفُّنَـــــــــــا *** فرحٌ وإنْ غابتْ فقد تشقينـــــــا
 أمِّي الحبيبَةُ قد أشادَتْ مَجدَنــــــا *** خطَّ اليراعُ مصيرَنا فحيينــــــــا
 ومضَتْ بنا نحو المعالي ليتَنَــــــا *** يا أمُّ نَقْدِرُ أن نَفِيكِ حنينـــــــــــا
 ترقى بنا نحو العُلا لا تنثنــــــــي *** ومصيرنا نحو العلا يُدنينـــــــــا
 هاماتُنا مرفوعةٌ وجباهُنــــــــــــا *** بالرِّفقِ تحضِنُ بيتنا تُؤينـــــــــا
 في قلبيَ الصَّبُّ المتيــمُ لوعَـــــةٌ *** تُبقيهِ للزِّمنِ الطويل رهيــنــــــا
 يا أمُّ يكلأكِ الإلهُ بعفــــــــــــــــوهِ *** يُبقيكِ دوما جدولا ومَعيـنـــــــــا
 يبقيك في كلِّ الزَّمانِ عزيـــــــزةً *** ومنارُ حُبٍّ بالرضى يُشجينــــــا
 ما دُمْتِ فينا غَضَّةً وضَّـــــــــاءَةً *** وبِرَوْحِ حُبِّكِ دائما تَذكـينـــــــــا
 تبقى بنا الأحلامُ نحياها معـــــــا *** يا جنَّة الفردوسِ لا تَنسينــــــــا
 يا أمُّ فالتكريمُ كان لغايَـــــــــــــةٍ *** حينا يُناجي وجنتيكِ وحينــــــــا
 من ذا الذي بالكادِ كفكفَ دَمْعَهـا *** لو فاضَ ما بين الجفونِ سخينـا
 دمعٌ عزيزٌ إنْ يطولَ هطولُــــــهُ *** بمحاجرِ الأحْداقِ كان سَجينــــــا
 تبقى على شطِّ المَوَدةِ دائمــــــا *** بالكادِ تجفو بغتةً فتلينــــــــــــــا
 أمٌّ رؤومٌ لا تَرُومُ قســـــــــــــاوةً *** حتى ولا جَنَفاً ولا تُقلينـــــــــــــا
 قد أغفلَتْ بعضَ العُقُوقَ وعلِّلِـتْ *** هذا العقوقَ لعلها تُرْضينــــــــــا
 وبنا كمثلِ العابثين سَجيــــــــــةٌ *** تبدو لها حينا وتَأْفُلُ حينـــــــــــا
 وبِدَفْقِ عاطفةٍ تلوحُ ببسمـــــــةٍ  *** تَبدو على قسماتها وجبينـــــــــا
 أنت الملاكُ وفيكِ أطْهرُ خِصْلَــةٍ *** فغرسْتِ فينا الطُّهرَ منْهُ رَوينـــا
 أنتِ الوفيَّةُ والكثيرُ مُقَصِّـــــــــرٌ *** هل تَحْسَبِي أهْواءَنَا تُثنينــــــا!!
 لا.. لا معاذَ اللهِ يا أُمِّي التـــــــي *** سِرنـــا على آثارِهـَـا وَمَشِينَـــــا
 لا غُرْبَــــةٌ تُنْسينا لا زمنــــاً ولا *** أَلَقُ الهوى والبعدُ قــد يُنسينــــا
 في عيدكِ الميمونِ فَتَّحَ زهرَنـــا *** نُهديكِ منه والرِّضى تَهدينـــــــا
 يـا أمُّ لا حَزَنٌ يُبِـــدَّدُ شَوْقَنَـــــــا *** أبداً ، ولا كلُّ الأسى يُؤسينــــــا
 فتبوأي عرشَ القلوب عزيــــزةً *** فاليومَ عيدُكِ للقا يُـدنينــــــــــــا
 أمِّي فجودي بالدعاء لعلّـــــــــهُ *** يا أمُّ ما غيرُ الدعا يُنجينـــــــــا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...