الاثنين، 18 فبراير 2019

الشهيد الحي // بقلم الشاعرة القديرة // زكية أبو شاويش

الشَّهيد الحيّ __________________________البحر : البسيط
من  تحتِ ردمٍ لِعُمرٍ لستُ مُحتَمِلا ___إن عِشتُ أقوى على رؤياكَ يا أملا
قد كُنتُ في غابَةٍ والأرضُ ناشِزَةٌ ___ في عُمقِها نفقٌ  قد كانَ ... مُشتَعِلا
قد كانَ مِنْ قَدَرٍ أنْ  سِرتُ في ثِقَةٍ ___ والعشبُ أخضَرُبالأزهارِ قد جَمُلا
لم  أدرِ كيفَ  أتت  بالشَّرِّ طائرةٌ ___ والقصفُ قد مَزَّقَ الأشجار والجَبلا
أحجارُه  طفرت  للبيتِ  تردِمُهُ ___  من فوقِ أصحابِهِ  والكُلُّ  قد  سَألا
هل كانَ تفجيرُهم في العُمقِ إذ قُصِفوا___هل كانَ يدري ؟ ولا يدري من انتقلا
ذاكَ  المُجاهدُ في الأعماقِ مُحتبسٌ ___ردمٌ  توالى  ومن بابٍ  قد  انفتلا
من ثُلَّةٍ  حُصِرَت صوتٌ أتى وعلا___ قد يطلُبُ العونَ ممَّن كانَ قد سَمَلا
عيونَ  ناظِرِهِ  إذ  كانَ  في  عَمَلٍ ___ إنَ  الجهادَ يُداري  سرَّ مَن هطَلا
يا ربِّ عجِّل  بما قد خُطَّ في  قَدَرٍ___ إن كانَ خيراً وأبعِدْ  شرَّ ما  حمَلا
..............
ها نحنُ في ضنكٍ والخصمُ يركبنا___ بالطَّائراتِ وَمَنْ يعلو صلى بطَلا
والأمُّ  قد  فقدتْ عيناً وما عرفت ___ أنَّ البقاءَ على  جُرفٍ  كمن قَتَلا
هذي المُصيبةُ في أهلٍ وفي وطنٍ___ ضاقت بِنا  دُوَلٌ والظُّلمُ  ماعَدَلا
ها  نحنُ  نفقدُ  يوميَّاً   لنا  بطلاً___ والشِّبلُ يجري بِدَربٍ كادَ مُرتَحِلا
إنَّ  المشافيَ ملأى لا عِلاجَ  بِها___ والموتُ يجتاحُ طفلاً إن لها دَخَلا
مِن غيرِ غُسلٍ ولا أكفانَ يطلُبُها ___ غيرَ الشَّهادةِ إن حلَّت بِهِ  اشتملا
مِن  حُرقةٍ  ذَبُلت أجفانُنا وهمت___  بالدَّمعِ  والجوفُ مِن نارٍ بِهِ اشتعلا
يا ربِّ فاكسر قيوداً للأسيرٍ ومن ___قد عاشَ في موتٍ إذ  باتَ مُعتقلا
صلَّى الإلهُ على الهادي وصُحبَتِهِ ___كانَ الجهادُ  ابتلاءً  للَّذي  جَهِلا
صلوا عليهِ   كأحبابٍ  بلا  عدَدٍ ___لا تبخلوا أو تكونوا مثلَ من كسلا
...............
الاثنين 13  جمادى الآخرة  1440 ه
18 فبراير  2019 م
زكيَّة  أبو شاويش _ أُم إسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...