السبت، 23 مارس 2019

عتابٌ مع البحر // بقلم الشاعر السامق // د.عز الدين حسين أبو صفية

عتابٌ مع البحر :::
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كان ساكناً
كسكون الليل
فهجرته الكواكب والنجوم
والقمر
كعاشقٍ أضناه
السهر
غَفَت أمواجهُ
فألقيتُ على سطحِهِ
حَجر
تَململَ ومد ذراعَهُ
نحوي وجاءني
بالخبر
قُلتُ له :
يا بحر أنهض
من سُباتِكَ
العميق
قال : أتركني
فأنا لست لكَ
بصديق
فكم إبتَلَعَت مياهي
ألف غَريقٍ
وغريق
وكم من أمواجٍ
تَجمعت وتلاطمت
وألقت بِكُلها
على شاطئي
فأصبح أطلالاً
وهشيماً
لا يَسُر عدواً
ولا صديق
وكم من قوارب حُبٍ
سافرت
تَمخُر عُبابي ... وضَلت
الطريق
قُلتُ لكَ : يا هذا
أنا لست لك
بصديق
لا تَحزَني يا مياه
فَملحكِ و موجَكِ
لم يَصنَع إلا غدراً
وموتاً
وأطغأ في العيون
البريق
فاسودَ فيروز الشطآن
ولم تَعُد الأصداف
تحتضن أسرارَ العُشاق
فكلٌ جفى
وبِحلمِهِ عن رِمالي
نأى
لا محارة ترقُب
ولا اليوم رقيب
ولا سِحرَ جمالٍ
بقَى
غادرني الشوق
وتاهَ عني
موعدَ لقاءٍ
مع الحبيب
قُلتُ لك يا هذا
أنا لست لك
بصديق
ابتَلَعتَ أمواجي
شِباكَ العُشاقِ
وذهبت بها لعمقٍ
سَحيق
عاتبتني عروسُ البحر
وقالت :
لا يليقُ بك
يا بحرُ
هذا السلوك
لا يليق
قُلت : لها
أنا المفجوع بهمي
أنا الغارق بوهمي
أنا المسلوب حبي
أنا الموجوع
أنا لست هذا
الذي يكره الحب
ولا ذاك الذي
يصنع الغرق
والغريق
أنا حُلمٌ تَرَجل
نحو عُشاقه
فَرَشتُ لهم قلبي
وسكونَ ليلي
وأضأتُ لهم قَمري
وكَنت كاتم أسرارهم
في أصدافي ومحاري
وما غيرك يا بحرُ ؟
هو ذاك ... الذي
يُريدني صانعاً
للحُزن و الكراهية
و للحروب و رصاصاتٍ
قاتلة دامية
فأنا لست كذلك
ولست هكذا
أنا البحرُ
عاشق ساكني
أنشر الجمالَ
أعشق النوارسَ
والليل والوئام
أنا البحر صانع
قصص الحُب الحميلة
وناسج خُيوطَ الأحلام
أنا البحرُ
أنا جِسر المحبة
والسلام
أنا البحرُ
مَلِكُ
العِشقَ
والحنان
أنا البحرُ
صديق
 الأنسان
د. عز الدين حسين أبو صفية ،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...